توصلت مجموعة علماء إلى اكتشاف وصف بالمذهل أثناء دراستهم لطبقات الأرض العميقة وأساليب وطرق تحرك تموجات الزلازل عبر الأرض، مؤكدين وجود "عالم مخفي" تحت الأرض ساهم بالحفاظ على الحياة.
وأجرى متخصصون في علوم الرصد الزلزالي في عدد من المراصد المنتشرة في أمريكا واليابان دراسات مطولة على التموجات الزلزالية، معلنين في دراسة جديدة عن اكتشاف "عالم خفي جديد بالكامل في نواة الأرض".
واعتقد العلماء لفترة طويلة أن مركز الأرض عبارة عن كرة صلبة من الحديد، محاطة بنواة خارجية منصهرة شديدة الحرارة، لكن البحث الجديد المنشور في مجلة "Physics of the Earth and Planetary Interiors" العلمية، كشف عن تفاصيل جديدة ومثيرة أكثر تعقيدا حول نواة الأرض تمثل برأي العلماء "عالما سريا خفيا" في نواة الأرض.
وبحسب العلماء فإن هذا العالم الجديد يتكون من طبقات متعددة ومعقدة من المعدن الصلب والمعدن السائل وكمية معينة من المواد في منتصف المسافة بين الاثنين.
ونوه العلماء إلى أنه "لا يمكن لأي إنسان، أو حتى الآلات الحديثة، أن تغامر بالنزول واكتشاف مثل هذه الأعماق".
ودرس كل من الباحث، ريت بتلر، من جامعة هاواي وزميله، سيغي تسوبويب، من المركز الياباني لعلوم وتكنولوجيا معلومات الأرض، كيفية تحرك موجات القص الناتجة عن الزلازل عبر الكرة الأرضية، لكنهم توصلوا إلى نتائج مثيرة.
ووجد الباحثان أن هناك "مكونا ثالثا" يقع بين طبقات المعادن الصلبة والسائلة، ويتقاطع بين هاتين الطبقتين، والذي تشكل على بعد حوالي 241 كيلومترا (150 ميلًا) في أعماق الأرض تحت أقدامنا.
بدورها، علقت عالمة الزلازل في جامعة بريستول، جيسيكا إيرفينج، على الاكتشاف الجديد قائلة لمجلة "Live Science": "لقد وجدنا عالما مخفيا جديدا في قلب الكوكب، لا يتكون من ديناصورات وليس ذلك الذي وصفه جول فيرن في عام 1871".
ونوه العلماء إلى أن هناك "سبيكة جديدة" من المعادن تشكلت داخل الكوكب نتيجة تطورها والتغيرات في الحالة الحرارية للأرض، والتي أصبحت درجة حرارتها أكثر برودة مع مرور السنين.
واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تكشف عن "التكوين والتاريخ الحراري للأرض وتطورها"، مؤكدين أن لهذه الطبقات دورا كبيرا في حماية الحياة على الأرض.
وجاء في الدراسة: "لب الأرض هو محرك المجال المغناطيسي الذي يمنع كوكبنا من أن يصبح صحراء مشعة مثل المريخ".
واعتبر العلماء أن هذه الطبقات الفريدة التي تشكلت طبيعيا ساهمت في حماية الكوكب والحفاظ على الحياة عليه، وعملت كطبقة واقية داخلية حمته من الانهيار والتدمير.