حذر خبراء، الاحد، من أن انخفاض معدل هطول الأمطار الذي يفاقمه تغير المناخ ، يهدد بكارثة اجتماعية واقتصادية في العراق الذي مزقته الحرب.
وذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية ان مزارع القمح العراقي خميس أحمد عباس خسر كل شيء عندما أجبرته معركته مع الجفاف على التخلي عن أرضه ، مما دفعه إلى البطالة”.
وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاما وهو أب لتسعة أطفال إن”زراعة القمح والشعير مقامرة فكل هذا يتوقف على المطر”، مما دفعه الى ترك أرضه في سهول نينوى ، شمال شرق الموصل ، وهي جزء مما يسمى بالهلال الخصيب حيث ولدت الزراعة قبل 12 الف عام هناك “.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة ، فإن 447 عائلة أجبرهم تنظيم داعش على ترك أراضيهم في نينوى ثم عادوا إليها بعد هزيمة الارهابيين ، أجبروا على المغادرة مرة أخرى بين حزيران وتموز من هذا العام بسبب الجفاف، فمع ارتفاع درجات الحرارة فوق 50 درجة مئوية جفت الحقول مما أجبر مئات العائلات على النزوح”، مضيفة أن ” معظم العائلات تقريبا ، إن لم يكن كلها ، قد نزحت بسبب عدم قدرتها على إطعام ماشيتها”.
قال المتحدث باسم وزارة الزراعة حامد النايف إن سهول نينوى كانت لقرون سلة غذاء العراق ، حيث تبلغ مساحتها 6000 كيلومتر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة”، فيما قال عبد الوهاب الجرجري ، رئيس الهيئة المحلية للحبوب ، إنه في عام 2020 ، تم حصاد 927 ألف طن من القمح في محافظة نينوى ، ما يجعلها محافظة “مكتفية ذاتيا ، لكنالانتاج انخفض هذا العام الى 89 الف طن بسبب الجفاف”.
واشار التقرير الى أن ” العراق يواجه أسوأ موجة جفاف في العصر الحديث. ويرجع ذلك إلى انخفاض مستويات هطول الأمطار ، وانخفاض تدفق المياه من جيرانه – والذي ضرب بشكل أساسي نهري دجلة والفرات – ولا شك في أن تغير المناخ ساهم في هذه الازمة ، فيما قالت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة اجتماعية واقتصادية في العراق الذي مزقته الحرب والذي يعاني من الجفاف الشديد”.