"Today News": بغداد
هنأت مؤسسة البلاغ والإرشاد المرجعية الدينية العليا والعالم الإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك معتبرا اياه واحة ربانية غراء لننبذ الفتن واشكال العنف والتفرقة
وقالت المؤسسة في بيان لها جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾. سورة البقرة (185).
*أيها المؤمنون الكرام*
يقبل إلينا شهر رمضان المبارك، شهر الله الفضيل، شهر البركة والرحمة والمغفرة.
وقد كان من سنّة النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" ما رواه أمير المؤمنين "عليه السلام" أنه "عليه الصلاة والسلام" كان يجمعهم في آخر جمعة من شهر شعبان الأغر مستقبلاً شهر رمضان المبارك، موضحا المعطيات المباركة لهذا الشهر الفضيل وما يترتب على الصائمين فيه، والتي منها: {{ أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ. شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ. أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ، وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ، وَتِلاوَةِ كِتَابِهِ، فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ }}.
إنّ شهر رمضان المبارك واحة ربانية غرّاء، ومدرسة إلهية معطاءة، تنفتح فيها القلوب الطاهرة، وتنشرح فيها الصدور المؤمنة لتستقبل فيوضات الرحمة الإلهية المنهمرة في هذا الشهر الفضيل فتنتهل من وارف عطائه اللامحدود روحانية وحبّاً لله تعالى.
ونحن نستقبل شهر الطاعة والرضوان يطيب لنا أن نبارك لسيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان والمرجعية الدينية العليا و للأمة الإسلامية جمعاء قرب حلول الشهر الفضيل، متوجهين الى الله تعالى بالدعاء أن يوفق جميع المؤمنين لصيامه وقيامه وأداء حقه وأن يعيده علينا بالخير واليمن والبركة.
كما نهيب بالمسلمين جميعا، إغتنام فرصة الشهر المبارك بإحيائه بالعمل الصالح والالتزام بما فرض فيه، بل والتقرب من الله زلفى بترك المكروه فيه والاتيان بما ندب له.
وندعو اصحاب الفضيلة والسماحة من علماء ومبلّغين الى استثماره في الدعوة الى الله ونشر القيم الاسلامية الحقة والاخلاق الفاضلة ونبذ الفتن واشكال العنف والتفرقة، وكل مامن شأنه ضرب وحدة المسلمين والفتّ من عضد أهل الايمان .
وأن تأخذ المساجد والحسينيات والمؤسسات الإسلامية ودور المؤمنين دورها الرسالي في عملية التغيير المعنوي والتربوي للمجتمع، وذلك بوضع برامج عبادية وتربوية وثقافية متكاملة، وبما يناسب الظرف الحالي، وباساليب متعددة من شأنها جذب مختلف شرائح المجتمع نحوها .
ومنها التركيز على كتاب الله "عزّ وجلّ"، فشهر رمضان ربيع القران، والقرآن ربيع القلوب، فلابد أن ينال القران الكريم اهتماما بالغا في البرامج الرمضانية قراءة وتدبراً .
وكذلك ايلاء الدعاء اهتماما خاصا، فللدعاء فيه الاثر الكبير في عملية تغيير وبناء الانسان بناءً ربانياً، فالدعاء مدرسة تربوية عظيمة، وقد اكدت الاحاديث الشريفة و السيرة العطرة للرسول الاعظم والآل الكرام على الدعاء والاستغفار والتوبة والانابة.
شهر رمضان شهر يمثل فرصة للعمل الاجتماعي والسعي في سبل الخير واصلاح ذات البين والتزاور بين المؤمنين وصلة الارحام والجيران وتقوية الاواصر الأسرية، فقد جاء في خطبة النبي الأكرم "صلى الله عليه واله": {{ من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط، يوم تزل فيه الأقدام }}.
كما لا يفوتنا التذكير أنّه شهر التراحم ومواساة الفقراء والمساكين والايتام، ومن هنا ندعو المؤمنين الميسورين أن لاتفوتهم هذه الفرصة الثمينة.
لا يسعنا في الختام الا ان نتوجه بالسؤال الى الباري "عزّ وجلّ" أن يوفقنا لحسن طاعته ونيل مرضاته وان يكشف الغمة عن الامة ويوحد كلمتنا ويصلح شاننا ويرسخ علاقاتنا الاخوية على خطى رسول الله وأهل بيته الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
*مؤسسة البلاغ والإرشاد الاسلامي*
*أواخر شعبان الأغر 1443 هـ*