رغم جهود الإنقاذ الحثيثة والمستمرة حتى اللحظة في سوريا وتركيا، إلا أن آمال الوصول إلى مزيد من الناجين تتضاءل، لاسيما مع بلوغ الكارثة يومها السادس، وسط توقعات بأن تتفاقم حصيلة الضحايا.
وفي حالات وصفت بالمعجزة، يوم السبت، تمكنت فرق الإنقاذ رغم الظروف القاسية من الوصول إلى بعض العالقين تحت الأنقاض رغم مضي مئات الساعات على وقوع الزلزال، بعضهم نجا بأعجوبة، والبعض الآخر لم يكتب له الاستمرار في الحياة.
ووصف مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، السبت، الزلزال بأنه "أسوأ حدث منذ 100 عام في هذه المنطقة".
وبحسب عمال الدفاع المدني في شمال غرب سوريا، فإن جهود الإنقاذ آخذة في التضاؤل إلى حد الانعدام، مع فرص ضئيلة للضحايا الذين ما زالوا محاصرين بالنجاة.
كارثة كبيرة جدا
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم السبت، إن الزلزال "كارثة كبيرة للغاية"، مشيرا إلى حدوث خسائر بشرية ومادية فادحة، لكنه تعهد بأن تنجز السلطات مهمة إعادة الإعمار في غضون عام فقط.
وأضاف أردوغان، خلال كلمة ألقاها في ولاية ديار بكر، جنوبي تركيا، أن حصيلة الضحايا وصلت إلى 21 ألفا و43 قتيلا و80 ألف جريح، قائلا إن عدد المتضررين من الزلزال في البلاد قد يصل إلى عشرين مليونا.
وذكر الرئيس التركي، أن مئات الآلاف من المباني لم تعد صالحة للسكن بعد الزلزالين اللذين ضربا تركيا وسوريا ووصلت شدتهما إلى 7.8 و7.5 درجات.
واستطرد أردوغان أن الزلزال الأخير أقوى وأكثر تدميرا بواقع 3 أضعاف مقارنة بالهزة التي ضربت تركيا سنة 1999.
وأكد الرئيس التركي اعتماد التعليم عن بعد في المناطق المتضررة من الزلزال إلى حين انتهاء الفصل الدراسي، مشيرا إلى استخدام المباني الجامعية لأجل إيواء من أضحوا بدون مسكن بسبب الزلزال.
وأكد أن عملية إعادة الإعمار ستبدأ بعد أسابيع، مشددا على تسخير كافة الإمكانيات لأجل معالجة الوضع "خصصنا مئة مليار ليرة من وزارة الخزينة، ونطلب منكم أن تثقوا".
وأردف أن الشعب التركي اجتاز الكثير من المحطات العصيبة في السابق، وستكون لديه القدرة على تخطي المأساة الحالية، بحسب قوله.
يُصنف الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وأعقبته عدة هزات ارتدادية قوية في تركيا وسوريا، على أنه سابع أكثر الكوارث الطبيعية دموية هذا القرن متجاوزا زلزال اليابان عام 2011 وأمواج المد العاتية (تسونامي) التي أعقبته.
تقترب حصيلة وفيات زلزال الإثنين من 31 ألفا قُتلوا في زلزال هز إيران المجاورة عام 2003.
أودى زلزال قوي مماثل في شمال غرب تركيا عام 1999 بحياة أكثر من 17 ألفا.
قالت إدارة الكوارث والطوارئ إن عدد القتلى في تركيا ارتفع إلى 20665، السبت، وفي سوريا، قُتل أكثر من 3500 شخص وما يزال هناك الكثيرون تحت الأنقاض.