بغداد: "Today News"
سلطت دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة ”Sex Roles“، الضوء من جديد، على العلاقة بين سلوكيات الصور الذاتية ”السيلفي“، والتمييز الذاتي، وأعراض الاكتئاب لدى النساء.
وذكرت الدراسة، أنه نظرا لأن النساء غالبا ما يتلقين رسالة مفادها أنهن يتم تقديرهن في المقام الأول بسبب جاذبيتهن الجسدية، فقد اهتم الباحثون باستكشاف كيف يرتبط التمييز الذاتي بالسلوكيات على الإنترنت.
وتطرقت دراسات أخرى إلى كيف يمكن أن تكون مشاعر التمييز الذاتي هي نتيجة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟.
لكن هذه الدراسة ركّزت على موقع التواصل الاجتماعي ”انستغرام”، وهي منصة تعتمد على نشر الصور، وتطرقت إلى كيف يمكن أن يغير التمييز الذاتي من سلوكيات الشخص عند التقاطه صورة سيلفي ونشرها على ”انستغرام“.
والتمييز الذاتي، هو أن ينظر الناس إلى أنفسهم كأشياء تستخدم بدلا من أن يكونوا بشرا.
وقد قام الباحثون بإجراء الدراسة على 164 طالبة من جامعة الفنون الليبرالية العامة في جنوب شرق الولايات المتحدة، وقاموا بتقييم مدى التلاعب في الصور ومعالجتها، ومتوسط عدد صور ”السيلفي“ الملتقطة، ومراقبة الجسم، والخداع في وسائل التواصل الاجتماعي، وأعراض الاكتئاب.
ووجد الباحثون أن معظم المشاركين يلتقطون من 2-5 صور قبل نشر واحدة على ”انستغرام“، بينما وجدوا أن حوالي 5% يلتقطون أكثر من 20 صورة في المتوسط.
ووجد الباحثون أن النساء اللائي أخذن عددا أكبر من الصور الشخصية قبل اختيار واحدة لنشرها في ”انستغرام“، يميلن إلى الحصول على مستويات أعلى من مراقبة الجسم ولديهن المزيد من أعراض الاكتئاب.
ويقصد بمراقبة الجسم، أن العديد من النساء تميل إلى رؤية أجسادهن من وجهة نظر المراقب، وهو ما يعتبر مظهرا من مظاهر التمييز الذاتي.
ورجحت الدراسة أن النساء اللائي ينخرطن في مراقبة الجسم هن اللائي يستخدمن أدوات معالجة الصور على ”انستغرام“، وغالبًا ما يأخذن عددا كبيرا من الصور الشخصية قبل اختيار واحدة للنشر، وترتبط هذه السلوكيات بدورها بأعراض الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سلوكيات معالجة الصور، مثل استخدام مرشح لتغيير المظهر العام للصورة، والتحرير لإخفاء العيوب، وجعل أجزاء معينة من الجسم تبدو أكبر أو تبدو أصغر حجما، ترتبط أيضا بأعراض الاكتئاب.
وقالت مؤلفة الدراسة، أستاذ العلوم النفسية بجامعة ماري واشنطن ميريام ليس: ”يبدو أن التلاعب بالصور يؤثر على أعراض الاكتئاب من خلال الشعور بأن الشخص يعرض نفسه على الإنترنت بطريقة مضللة“.
وأضافت أنه ”يمكن أن يضع النساء في مأزق مزدوج، فعلى الرغم من أنهن قد يرغبن في تقديم أفضل صورة ممكنة لأنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن القيام بذلك يمكن أن يجعلهن يشعرن بأنفسهم بشكل أسوأ، لكن قد يكون هذا جزئيا؛ لأنهن قد يكون لديهن شعور بأنهن غير آمنات بشأن كيفية تقديمهن لأنفسهن.
وخلصت الدراسة إلى أن صورك الشخصية الأولى قد تكون أفضل صورة لك.