"Today News": متابعة
اكد تقرير لصحيفة جيوبوليتكال مونيتور ، الاربعاء، ان العراق اصبح محورا للصراع والتنافس الصيني الامريكي في منطقة الشرق الاوسط وخصوصا فيما يتعلق بالممر التجاري الذي تسعى الصين الى دعمه عبر طريق التنمية والذي يربط ميناء الفاو بتركيا والسعي الامريكي لخلق طريق آخر يتمثل بالممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط .
وذكر التقرير ، ان " ميناء الفاو الذي يتوقع تشغيله عام 2025 والذي اكتمل ثلثيه باشراف شركة دايو الكورية سيضم 90 رصيفًا، ويعد أكبر ميناء للحاويات في الشرق الأوسط، مكتملًا بالمناطق والمرافق الصناعية، كما سيمتد على مساحة تزيد عن 16 كيلومترًا مربعًا، ومن المتوقع أن يتمتع بقدرة استيعابية سنوية تبلغ 99 مليون طن".
واضاف ان " ميناء الفاو سيرتبط بتركيا من خلال شبكة طرق وسكك حديدية بطول 1200 كيلومتر سيتم بناؤها ضمن نطاق مشروع "طريق التنمية". ويهدف هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار إلى إنشاء طريق نقل من آسيا إلى أوروبا، ولديه القدرة على توفير وقت نقل أقصر من قناة السويس، مع القدرة على الاتصال بأوروبا من ميناء مرسين".
وتابع ان " الصين تبرز كواحدة من الدول التي دعمت بناء ميناء الفاو وإنشاء طريق التنمية، وبالإضافة إلى إبرام صفقة بقيمة 10 مليارات دولار مع العراق، أعربت الحكومة الصينية عن عزمها المساهمة مالياً في كلا المشروعين، حيث تتميز هذه المشاريع بسمات أساسية تعزز مصالح العراق والصين في المنطقة".
وبين ان "من الممكن أن يؤدي ميناء الفاو إلى زيادة حجم التجارة العالمية عبر العراق، والذي تتمتع الصين معه بالفعل بترابط قوي، كما ان من المتوقع أن يتمتع طريق التنمية، الذي سيتم ربطه بأوروبا، خاصة عبر تركيا، بالقدرة على إيصال المنتجات إلى أوروبا في وقت أقصر وبتكلفة أقل من قناة السويس".
واوضح ان " هذه المشاريع، التي توفر إمكانية تقصير طرق التجارة وإدخال الصين في عملية التكامل الإقليمي، تشكل تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة بسبب المزايا التي توفرها للصين، وبعد الإعلان عن مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، لجأت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات مختلفة وضغوط دبلوماسية لمنع العلاقات بين دول الشرق الأوسط والصين".
وتابع انه " وفي الآونة الأخيرة، هدفت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات مختلفة وبناء طرق تجارية مختلفة من خلال التحالفات، وخلق بدائل لطرق التجارة التي تروج لها الصين تحت شعار مبادرة الحزام والطريق و إحدى الخطوات الأخيرة التي تم اتخاذها في هذا السياق هي التوصل إلى اتفاق بشأن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا تحت قيادة الولايات المتحدة في قمة مجموعة العشرين في الهند".
وبين ان "الولايات المتحدة تحاول عبر هذه الطريقة زيادة نفوذها في الخليج على حساب الصين والحفاظ على هيمنتها في المنطقة ضد مبادرة الحزام والطريق وبالتالي ضرب المصالح الاقتصادية للعراق والصين معا عبر هذه المبادرة"