الرئيسية / في رحاب ذكرى ولادة منقذ الانسانية

في رحاب ذكرى ولادة منقذ الانسانية

"Today News": بغداد 
 تَلألأت وأشرقت أنوارالرحمة الربانية والضياء للبشرية بهدايتها للخير بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله)،
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ – الأنبياء: 107)
في يوم الجمعة من شهر ربيع الأول في عام الفيل (570م) عند طلوع فجره (أي قبل 53 عام من الهجرة النبوية في سنة  570 ميلادي).

استطاع رسول الله (ص) بعون الله تغيير طبيعة السلوك الإنساني من العدوان والعادات الضالة الى اخلاق التعاون والمحبة والتضحية والايثار والعمل الصالح والخير لصالح الانسانية.

عني (ص) بمخاطبة العقل عبر القلب باعطاء المصداق الاخلاقي الصادق حيث كان يكنى بالصادق الأمين قبل البعثة النبوية، واقناع الإنسان بضرورة تغيير نفسه واعادة تأهيل أفكاره وسلوكه،
متخذا الحوار المنطقي والاقناع بالدليل والبرهان عبر آليات السلم والسلام واللين في التعامل،
وعدم اللجوء الى القوة والغلظة والعنف الا في حالة الدفاع عن النفس.

 ينقل عن رسول الله محمد (ص) قوله:
( طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه).

حيث الفوز بالحسنات والجنة في الآخرة لكل من تخلق بالأخلاق الحميدة بعيداً عن الحقد والنفاق والإضرار بالآخرين، وأن لا يكون من المرائين (ظاهره غير باطنه)، ويكون من المنفقين أموالهم في سبيل الله، وكاتماً للسر، وحافظاً لسانه عما لا يعنيه، ومتخلصاً من السلوك السيئ، وناصفاً الناس من نفسه، أي رضياً لهم ما رضي لنفسه فيما يقول ويحكم، وكارهاً لهم ما يكره لنفسه في الدنيا.  

ان رسول البشرية محمد (ص) أكد في حديثه
 (المؤمن يألَف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعُهم للناس)  
على ان  بناء المجتمعات ينبغي ان يكون على  اساس العلاقات السليمة بين الناس والتي تعتمد على التعاون والفضيلة في  التعامل والتفاهم لايجاد الاستقرار والطمأنينة والتحرر من الخوف.

منبها على  ضرورة الأهتمام بالأمن الاجتماعي وفق منهج حفظ كرامة الانسان وعدم الاعتداء عليه والاهتمام بشخصيته القادرة على تحمل المسؤولية مع توفير مستلزمات هذه المسؤولية:
( وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ- البقرة: 190) ،
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا - الإسراء :70.)

موضحا ان الأمن الاجتماعي للدول لا يمكن تحقيقه من دون التزامها بالعدل والنزاهة والصدق، وان الاصلاح المنشود في نهضتها وتخلصها من مخلفات الماضي  التي اتسمت بالممارسات الخاطئة في المجالات الدينية والسياسية والتربوية والتعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والصحية والاقتصادية ينبغي ان يكون منسجما مع العدل مع حاجة هذه الدول لهذا الاصلاح.

عنيت رسالة خاتم الأنبياء محمد (ص) التزام ونشر الخير والرحمة والحقّ والعدل في الأرض، والأقتداء بهذه الرسالة سيجنب الإنسانية المعذبة التي تعوزها الطاقة الروحية اللازمة التي تعينها بأعاقة إستعباد طغيان المصالح المادية التي تنشر الفتن، والضغينة، والكفر، والرذيلة، واذلال الانسان وتشويه خلقه باطروحات الجندر ومتفرعاته، والحروب والعدوان، حيث يعيش البشر اليوم تحت رحمة النار التي نشر أسلحتها من أراد السيطرة والاستحواذ وتحكيم إرادة الشياطين بانواعهم.

وليد الحلي
15 ربيع الأول 1445
1 تشرين الأول 2023
1-10-2023, 11:26
عودة