"Today News": متابعة
كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الموقف الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الصراع في غزة دون التشاور أحيانا مع وزير خارجيته يثير قلقا في الوزارة ويهدد الدبلوماسية الفرنسية بالتصدع.
ووفق الصحيفة، "يشعر العشرات من الدبلوماسيين الفرنسيين بالقلق إزاء الدعم غير المشروط لإسرائيل، ويخشون التأثير العميق على صورة فرنسا وأمنها في السنوات القادمة.
ويدعو الدبلوماسيون إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل إن البعض فكّر في صياغة مذكرة جماعية لوزيرتهم كاثرين كولونا للتعبير عن هذا القلق، بحسب الصحيفة.
ويشرح تقرير الصحيفة كيف قسّمت سياسات الرئيس الفرنسي وزارة الخارجية إلى محاور وضاعفت من قلق "طاقم مديرية شمال أفريقيا والشرق الأوسط" الذين يزداد إحباطهم لأنّ الصراع الدائر في غزة وموقف ماكرون منه يغذي اليوم الانقسام التقليدي داخل وزارة الخارجية، مع أنصار "الخط الأطلسي" المؤيد تاريخيا لإسرائيل.
وقالت "لوموند" إن "التوترات مكتومة، ولم يتم التعبير عنها علنًا أبدًا، ولكنها حقيقية جدًا"، موضحة أنّ موقف ماكرون من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" يثير الانزعاج، بل وحتى التحفظات القوية داخل الجهاز الدبلوماسي الفرنسي.
ويأتي هذا القلق تزامنا مع انعقاد "مؤتمر إنساني حول غزة" اليوم الخميس 9 نوفمبر/ تشرين الثاني في قصر الإليزيه بباريس، يعتزم خلاله ماكرون إظهار بعض التوازن، بين المتحاربين وإدارته للصراع منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأكدت "لوموند" أن تنظيم هذا المؤتمر "يثير قلقاً حقيقياً بين بعض الدبلوماسيين الذين تعرضوا لضغوط منذ أسبوع لتنظيم الحدث" وفق تعبيرها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم إرسال الوزيرة مرتين إلى المنطقة، ثم إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لكن صوتها ظل غير مسموع تقريبا، بحسب ذات الصحيفة.
إيمانويل ماكرون
دون دعوة إسرائيل.. فرنسا تسعى لتحقيق نتائج ملموسة في مؤتمر باريس بشأن غزة
ويقول أحد الدبلوماسيين الفرنسيين: "نحن نعارض ما يبدو وكأنه اصطفاف مع إسرائيل، لكن ليس لدينا طريقة للإعلان عن ذلك، ومن السخافة عدم الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ووقف إطلاق النار هنا ليس هدنة إنسانية"، وفق تعبيره.
وأكّد التقرير أن "الجولة التي قام بها الرئيس الفرنسي مؤخرا في المنطقة، من أجل دعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" بعد هجوم "حماس"، أعطته الفرصة لمحاولة إعادة تركيز خطابه مع محاوريه العرب، في الضفة الغربية والأردن ثم في مصر.
لكن بالنسبة لبعض موظفي وزارة الخارجية الفرنسية فإن هذه الجولة شُوهت؛ بسبب الاقتراح الذي تم تقديمه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإنشاء "تحالف دولي" لمحاربة حماس، يكون شبيها بالتحالف الذي أوجدته القوى العظمى عام 2014 لمحاربة داعش، تحت رعاية الولايات المتحدة، ولم يستشر ماكرون وزارة الخارجية قبل طرح هذا المقترح.