الرئيسية / بغداد أو موسكو ؟ .. "أردوغان يدلل الأسد" !

بغداد أو موسكو ؟ .. "أردوغان يدلل الأسد" !

"Today News": بغداد 

١-الى الان كل المعطيات التي يسوقها السوريون تشير الى رغبتهم بأن تكون المفاوضات بينهم وبين الاتراك سواءً على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين أو على مستوى القمة  في بغداد..وهم يدفعون بهذا الاتجاه الذي لايحرم (جارهم الوفي الوحيد) من قطف ايجابيات المصالحة التاريخية بين البلدين..وهي كذلك بمثابة (رد جميل )للشقيق العراقي كما يراه السوريون..

٢-الاتراك بعد عملية (مخلب البرق) لانهاء تهديد حزب العمال الكردي على حواشي الحدود بين العراق وتركيا ..أصبحوا (مسترخين) أكثر..ولم يمانعوا ان تكون بغداد راعية للحوار السوري- التركي ..لتعزيز الثقة بين العراق وتركيا ..وان كان هناك من الاتراك من يفضّل موسكو مكاناً للحوار زيادة في (إزعاج) الجانب الامريكي الذي  (يزعج) الاتراك كثيراً على جانبي الفرات..

٣-الأهم في الموضوع هو إن الطريق أصبح مفتوحاً لمبادرة (الصلح) بين البلدين بعد أكثر من عشر سنوات من القطيعة الخانقة والدامية بينهما..وبعد أن عطره الرئيس التركي بأنفاس دعوات متكررة و(سخية) للقاء الرئيس السوري (نزوره أو يزورنا) لنبسط أطراف الحديث (السياسي والعائلي)بذكرياته الشيقة..

٤-ثلاث عواصم هي من صنعت (مقاربة اللقاء) التركي-السوري وهي (موسكو وطهران وبغداد) كلٌ بقدره ..والعواصم الثلاث لها علاقات (خاصة)مع سوريا ..وكذلك لها علاقات (ودية)مع تركيا ..ولهذا تنظر تركيا بعين الرضا لمبادرة الصلح (المتراكمة)التي (ألحَّ)عليها أصدقاء الطرفين…منذ كانت تصاغ في مكتب (فيدان )في رئاسة المخابرات التركية..بحذر ورغبة.

٥- روسيا ..تدفع للمصالحة بين تركيا وسوريا (للتخفيف) عنها في اوكرانيا ..ولتظهر بمظهر المبادر السياسي الذي يصنع (ايجابيات) سلام بين الدول ..ولتقليل  من حساسية الاحتكاك بين (الروس والاتراك) في سوريا…ولأن المنتصر يرغب بالسلام أكثر من الآخرين..

٦-ايران..الحليف (الاستراتيجي) للرئيس الاسد تريد ان تخرج منتصرة (بإعتراف دولي)..ولتثبيت محور المقاومة الذي يرهق (ضلعه السوري ) من حصار ومقاطعة.. وكذلك (تأثيث) المشهد الاقليمي  استعداداً لمرحلة (عودة ترامب) القابض على الرئاسة بقبضة الرصاصة (الدامية).

٧-العراق..يستفيد من المصالحة التركية-السورية..عبر التخفيف من الاحتقان التركي الذي يشكو من خاصرتي(سنجار-قنديل)..وكذلك تهيئة (طريق التنمية) العابر الى اوروبا عن طريق تركيا.. وتثبيت (الامان) الحدودي (الرسمي )على جانبي حدود العراق-سوريا..وتعزيز (عودة)الدور الايجابي للعراق في وسطه الاقليمي ..

٨-مصالح تركيا في موضوعة التقارب نحو دمشق ..اسقاط ورقة اللاجئين السوريين من يد منافسي اردوغان من(حزب الشعب الجمهوري) الذي انتفع من هذه الورقة كثيراً في الانتخابات البلدية ..اضعاف حزب العمال الكردي وواجهته(قسد) وأحلامها في الحصول على (حكم خاص او ذاتي) يتحسس منه الاتراك كثيراً..تخفيف الاعباء النفسية والاقتصادية الناتجة عن غلق الحدود بين الطرفين..عودة اردوغان الى سياسة (تصفير )المشاكل والصلح مع (الامارات-السعودية-اسرائيل-مصر) ..والان جاء دور (تصحيح) العلاقة مع دمشق كما يسميها السوريون..

٩-سوريا ترى مصلحتها في المصالحة مع تركيا(المتعجلة) في الصلح ..حيث ترى سوريا وقيادتها بالصلح ..تتويج نصر سوريا في معركتها (الكونية).. اعتراف رسمي بحكمة وقوة القيادة السورية وحرصها في الدفاع عن البلد..كسر الحصار الاقتصادي الخانق وانهاء العزلةالسياسية ..بداية بسط النفوذ السوري على كل الاراضي السورية..عودة الدور السوري الطبيعي واكمال حلقات عودة العلاقات مع تركيا بعد عودتها مع الدول العربية عموماً والخليجية خصوصاً.

١٠-من هي الاطراف (القلقة) من التقارب التركي السوري…أ- قسد ب-الولايات المتحدة ج-اسرائيل.. قسد ترى الصلح مقدمة(لانهاء سيطرتها على المناطق الكردية السورية وجوارها)..اميركا (واسرائيل )تريان في الصلح يصب في مصلحة محور(روسيا-ايران-حزب الله-حماس).. وكذلك خسارة (دولة قسد) ومايرسم لها من أدوار مستقبلية.

١١-المصلحة المشتركة بين (تركيا -سوريا) هي انهاء قسد وتحجيم دورها على جانبي الحدود التركية -السورية…

١٢-الاهتمام الدولي بسوريا تراجع كثيراً لصالح الانشغال بحرب اوكرانيا -وحرب غزة-والتنافس بين بكين وواشنطن ..وهنا تسجل رغبة بعض الاميركان بالانسحاب من سوريا ..وهذا ماتتخوف منه قسد طوال الوقت.

١٣-شروط الطرفين التركي والسوري بدأت بالهبوط الى مستوى الطاولة التي سيلتقي عليها الطرفان..ويمكن تحويل هذه الشروط الى (ملفات تفاوضية) تبحث عن طريق اللجان القطاعية الخاصة بها

١٤-طاولة المفاوضات تبدأ ثنائية حسب بعض المصادر..لتنتهي خماسية بعد حضور العراق ..روسيا وايران..للاحتفاء والمباركة..وهذه من شأنها نقل القمة الى موسكو ..التي ستساعد في توفير(ضمانات)للطرفين…وهنا يتكرر مشهد الحوار السعودي-الايراني الذي بدأ في بغداد ثم طار الى الصين ..وهكذا تجري المقادير ..ولكنها رغم (مابها) ..(تريك العراقي في الحالتين…سخيّاً في شحهِ والندى)..كما أخبرنا الجواهري وهو يرى دجلة الخير يفيض وينحسر قبل (وادي الذئاب ) و (التفاح الحرام) الذي يسقى من ماء (السدود ) الراكدة …والممنوعة من الصرف  الا بالخوفِ من الزلازل والمجهول.

عباس الجبوري
مجلس النواب العراقي
15-07-2024, 16:43
عودة