"Today News": بغداد
قد لا يعلم الجيل الجديد أن عراق علي والحسين عاش حقبة مظلمة تجسد فيها التطرف والطائفية بأبشع صورها ..
انها عقود حكم البعث المشؤومة لا سيما حكم الطاغية صدام بعد عام 1979 م الذي أساء للاغلبية الشيعية بكل ما للدناءة والقسوة من معنى سجنا واعداما وتهجيرا ودفنا وإقصاءا من ميادين العلم والعمل وحصارا اجتماعيا ضيق الخناق على عوائل المعارضين له بآليات مبتدعة من قبل منافقين احاطوا به وزادوه ضلالة فوق ضلالته ليتحول الى طاغية يفوق فراعنةً وظلاّما عرفهم التاريخ ..
وفي رحاب يوم عاشوراء الحسين الشهيد استحضرتني ممارسات صدامية سعت حثيثة لألهاء المسلمين عن هذه الذكرى الأليمة على قلوب كل من ينتمي الى دين جده محمد صلوات الله عليه، او عالاقل تسطيحها والتقليل من رمزيتها .. من هذه الفعاليات الطائفية هي مبادرة الزواج الجماعي الذي تبناها عدي صدام ليكون الزفاف حصرا في يوم العاشر من المحرم ويقيمه في مكان عام وتقرع الطبول وترقص عضوات اتحاد نساء العراق ابتهاجا بهذا الانجاز الذي لا يكلف الدولة سوى بدلتي عرس من انتاج معامل وزارة الصناعة !!وعشاءا بائسا يتناسب وسنوات الحصار والتقشف ..المهم في الامر كله ان يظهر ابن الرئيس المعاق راعٍ لهذه الفعالية ويضحك ضحته الخالية من الحياة وتصوره الكاميرات وتنزل الخبر السعيد صحف العراق المعدودة ومنها جريدة بابل حيت عدي رئيس تحريرها !!
لماذا هذا اليوم دون غيره من 364 يوما غيره في السنة !؟
لن يتخيل المرء ان ثمة هكذا حقد دفين على اتباع اهل البيت عليهم السلام ..ولن يتخيل كيف يتوارث الطغاة خسة صارت تسري في جيناتهم !!
وربما لا يعرف الجيل الجديد ان صداما هذا ابتدع شجرة نسب له تعيد اصله المجهول الى مولانا الامام علي عليه السلام !!وأمر بتعليقها في مراقد الائمة عليهم السلام شجرة نسب الريس وذلك مباشرة بعد حرب الثمانية اعوام حيث واجه بحربه حكومة الاسلام والعمائم السوداء .. ليعطي لنفسه رمزية السادة في بلد الائمة والصالحين فكيف يتفق هذا النسب مع محاربته لشعائر اغلبية هذا الوطن الجريح !
وربما لا يعلمون انه من طغيانه وجّه بكتابة القرآن الكريم بدمه !! كيف يكتب كلام الله بمداد من عين نجسة ! اقول لمن لا يعرف عنه اقرأوا التاريخ فلربما يأتي يوما ويقال هل ان اهل العراق مسلمين ؟ كما قيل عن امامهم عندما استشهد ساجدا في المحراب وهل ان عليا من المصلين ؟!
9 محرم 1445
16 تموز 2024