الرئيسية / الجزائر و الامارات ملحٌ في صناديق الانتخابات !

الجزائر و الامارات ملحٌ في صناديق الانتخابات !

"Today News": بغداد 

١-العلاقة بين الجزائر والامارات بدأت بالتأرجح والتذبذب من أيام (الربيع العربي) الذي ضربت رياحه في بلدان مجاورة للجزائر في تونس وليبيا ومصر والسودان ومرورا بالازمة السورية .. واليمن ..ودور دول الخليج في تحريك الواقع المجتمعي لتلك البلدان ودفعها الى اتجاهات غير مأمونة العواقب..وبردات فعل مختلفة الشدة والابعاد ..

٢-ومن العموم الى الخاص ومن البعيد الى القريب ..فان المشكل بين الدولتين (الجزائر و الامارات) تزايدت سرعته وارتداداته خلال السنين القليلة الماضية ويمكن تحديده بالنقاط الاتية

أ-مشكلة العلاقة بين المغرب والجزائر..والتي تذبذبت من جراء دعم الامارات للمغرب في حربها مع جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر والتي تطالب باستقلال الصحراء المغاربية …وتحتضن الجزائر أكثر من ١٥٠ ألف لاجئ (صحراوي) من مؤيدي البوليساريو

ب-دعم الامارات للجنرال خليفة حفتر في ليبيا على حساب حكومة طرابلس للوفاق الوطني والتي تؤيدها الجزائر..وتعتبر الجزائر  التصرفات الاماراتية على حدودها(تمس) بالامن القومي للجزائر

ج-تدفع الامارات تونس للتطبيع مع الكيان الصهيوني وهذا ماتعتبره الجزائر اضعاف لدول المقاطعة ضد الكيان الغاصب ..وجلب الصهاينة على حدود الجزائر ومايضمرون لها من سنين

د- دعم الامارات قوات الدعم السريع في السودان بقيادة حميداتي  في حربها ضد حكومة الخرطوم بينما تدعم الجزائر الحكومة السودانية المعترف بها على كل الاصعدة

هـ-دعم منظمات من(خارج) الجزائر لاشاعة الفوضى والعبث بالسلم المجتمعي كما يردد الاعلام الجزائري الحكومي هذه الايام

و-صوتت الامارات في حزيران الماضي ضد ترشيح الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة وكان التصويت بصورة سرية ..ولكن الاعلام الجزائري ادعى ذلك ..

ز-يدعي بعض المسؤولين الجزائريين ان الامارات تتدخل في سير الانتخابات الرئاسية المجمع اجرائها في التاسع من أيلول المقبل عبر تقديم رشى ودعم بمال سياسي لبعض المنظمات في الجزائر عن طريق محطات سياسية ومخابراتية في فرنسا وغيرها .. وهو ما تتابعه الاجهزة الامنية
الجزائرية..

ح-الجزائر لم تقطع العلاقة مع سوريا يوم قطعتها معظم الدول العربية..لانها رأت في تدخل الدول العربية وغيرها في الشأن السوري تدخلاً في الشؤون الداخلية ومساساً بالسيادة للدول وأمنها الخاص ..بل جاهرت بضرورة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية ورفع الحصار عنها..وهي بذلك تمارس دوراً قياديا لا يتماشى مع الاخرين …رؤية وتدبر ..

ط-تدعم الجزائر الدور الروسي في سوريا ومايتم القيام به ..وتراه دوراً ضرورياً لمساعدة سوريا الاسد في بسط نفوذها ووحدة اراضيها وافشال المشروع المراد تنفيذه في سوريا من تقسيم وتكوين محاور خالية من الشعور القومي هناك…وهذا يخالف الموقف الاماراتي الذي كان بالضد من الحكومة السورية يومذاك ..

٣-يرى البعض ان الخلاف الاماراتي -الجزائري هو خلاف بين (شعور قيادي تاريخي) تستند عليه الجزائرفي حركتها الاقليمية والعالمية ..وبين (رغبة تاجر )يتوسع بفتح فروع وماركات له في كل مكان يمكن ان يصل اليه..عبر اشخاص ومجاميع يشغّلها معه ويعدها بربحٍ وفير

٤-المال العربي والشباب العربي..متى يلتقيان ليكونا في خدمة الاوطان العربية ..المنهوكة بالفقر والبطالة ..ومخلفات الحروب الداخلية من مخدرات ومشاعر عدائية تتسع كل يوم …حين تلتفت الى الخلف سترى كيف اختفت شباب و وجوه وصحف واسماء وعنوانات بقبور وبدون قبور في صحارى وغابات العرب ..التهمتها حرائق النفط والغاز  فأضحت مدناً للرماد ..تتوسل الغيوم ان تتنزل عليها بقطرات على شفاه تفطرت من العطش والصبر والنار ..لعلها  تستطيع ان تقف ..وتردد نشيدها الصباحي في وقفة المدارس يوم الخميس..بلاد العرب أوطاني.. ولو بغصة مرهقة ..

٥-ربما حديث الجزائر والامارات سيتراجع هذه الايام لتمر انتخابات الجزائر بصناديقها راضية مرضية لحكام الجزائر الحاليين..بعد ان اشتعلت الحرائق في عواصم المواجهة مع الكيان الصهيوني ..والتي قررت ان ترد هذه المرة (غير شكل) ..وربما تلامس خطوط الطول والعرض ..وربما لتصنع (انفراجة )الحل ..بعد موسم استنزاف (لاتحبه)بنو صهيون لطول موسمه..ولانه (لايصرف)في مصارف الاقتصاد العالمي لانه بلا رصيد (واقعي)سوى مستنقعات الدماء التي تغطي أطلال خراب انساني له مشاعر بدأت تتسلل الحدود والبحار ..فتتعاطف معها الصبايا والشباب في أوقات الفرصة بين الدروس ..

٦-الجزائر التي بذلت من نفطها وخبزها للمدرسين والمعلمين العرب من أجل ان تنتصر للغتها العربية والاسلامية وحافظت على خطها السياسي والثقافي ولم تتخلى عن قضايا العرب الكبرى بمواقف راسخة ..تستحق ان ينفتح عليها العرب بالاقتصاد والسياحة والتعاون ..ولكن هذه المرة(على البر والتقوى)..وفي الجزائر (فائض حب )للعراق يعادل سكة قطار  ..ومحطات ترحيب بلا وداع


 عباس الجبوري
مجلس النواب العراقي
2-08-2024, 16:16
عودة