"Today News": بغداد
١٠ آب ٢٠٢٤
المدن المقدسة ودورها
يضم العراق عتبات مقدسة وأضرحة لستة من أئمة الشيعة وعلى رأسهم الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف. وتضم مدينة كربلاء ضريحي ولديه الإمام الثالث الحسين بن علي (ع) وأخيه العباس بن علي (ع). وتتشرف مدينة الكاظمية ببغداد باحتضان قبري الإمام السابع موسى الكاظم (ع) والتاسع محمد الجواد (ع). وتضم مدينة سامراء ضريح الإمام العاشر علي الهادي (ع) والإمام الحادي عشر الحسن العسكري (ع). هذا إضافة إلى مئات الأضرحة والمراقد الدينية للصحابة والتابعين والأولياء من الذين عاشوا في عصور مختلفة. وتحظى مدينتا النجف وكربلاء بقدسية كبيرة واحترام ديني عظيم. وإضافة إلى وجود العتبات المقدسة تضم المدينتان المؤسسة الدينية الشيعية، إذ قام المجتهدون الشيعة بتأسيس جامعة دينية تسمى الحوزة العلمية في النجف الأشرف (عام 448 هج/ 1056م) وعلى رأسهم شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (توفي عام 460هج/ 1068م) .
تقع هاتان المدينتان في منطقة الفرات الأوسط حيث تحيط بهما العشائر الشيعية من كل جانب، كما تقدم لهما كل الإحترام والولاء والطاعة. وكان لبعد المدينتين عن العاصمة بغداد قد منحهما نوعاً من الحرية بعيداً عن سلطة الدولة العثمانية. فأخذت المدينتان تحتلان مركزاً دينياً وسياسياً واقتصادياً هاماً. وبسبب تمركز المرجعية الدينية والحوزة العلمية في النجف الأشرف أصبحت ذات تأثير كبير في الأحداث خلال القرن العشرين ، رغم أن البريطانيين سعوا إلى إنهاء نفوذهما ووضعهما تحت سيطرة الحكومة خلال العهد الملكي. (١) كما تنامى تأثيرهما داخل العراق وخارجه بسبب انشداد الشيعة إليهما في البلدان الإسلامية التي يسكن الشيعة فيها .
وكانت مدن سامراء والحلة وكربلاء قد احتضنت الحوزة العلمية وبالتالي مقر المرجعية الدينية. ويعتمد ذلك على مدى نفوذ المرجع وحجم تلاميذه وتأثير مدرسته، بحيث تنتقل الحوزة إلى المدينة التي يقيم فيها. ففي القرن التاسع عشر كانت المرجعية في سامراء حيث كانت مقراً للمرجع السيد محمد حسن الشيرازي (1815-1895) ، صاحب فتوى التنباك الشهيرة، الذي انتقل إليها بعد وفاة المرجع الأعلى الشيخ مرتضى الأنصاري (1804- 1864 ) . إذ قام بنقل الحوزة العلمية إلى سامراء ، وأسس المدارس ، وقام بإعمار العتبة العسكرية.
وكانت المرجعية الدينية قد انتقلت إلى مدينة كربلاء في بعض الفترات مثلاً في عهد الشيخ الوحيد البهبهاني (1706-1791) حيث نقل الحوزة العلمية عام 1737 وبقيت حتى وفاته عام 1791. ثم عادت إلى النجف الأشرف في عهد المرجع السيد محمد مهدي بحر العلوم (1742-1797).
كما أن المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي (1840-1920) زعيم ثورة العشرين، قد انتقل من سامراء إلى كربلاء عام 1917 بعد أن تم احتلال سامراء من قبل القوات البريطانية، فاضطر لمغادرة المدينة. فصارت كربلاء قبلة للطلاب والعلماء والثوار وزعماء القبائل.
وعدا هذه الفترات القصيرة بقيت مدينة النجف الأشرف مركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية . إذ استقر فيها السيد محمد كاظم اليزدي (1831-1919) والشيخ فتح الله الأصفهاني (1850-1921) المعروف بشيخ الشريعة. ومنذ ذلك الوقت بقيت النجف تحتضن الحوزة العلمية والمرجعية الشيعية.
الحوزة العلمية
يدرس طلاب العلوم الدينية في الحوزة العلمية في النجف، حيث يتزعم المرجع الشيعي الأعلى الحوزة العلمية. ويقوم المراجع عادة بتعزيز موقعهم من خلال اعتراف أساتذة الحوزة والمجتهدين بفضلهم العلمي، إضافة إلى أن ذيوع شهرتهم بين مقلديهم يساهم في تقوية نفوذهم وتأثيرهم . بعد أن يدرس طالب الحوزة ما بين 15 إلى 20 عاماً مختلف العلوم الإسلامية والعربية يحصل على درجة الاجتهاد حين يصبح قادراً على استنباط الحكم الشرعي، وبعد أن يمنحه مرجع أو أكثر إجازة الإجتهاد. ومن بين أولئك المجتهدين يصل بضعة منهم فقط إلى درجة مرجع التقليد. وهذا يعني أنه صار معترفاً به على صعيد إعطاء الفتوى التي يلتزم بها مقلدوه، ويطيعون أوامره . كما يعترف بسلطته وكفاءته بقية المجتهدين باعتباره الأكثر علماً بينهم.
يعتبر الإجتهاد واحداً من أهم خصائص المذهب الشيعي. يقول العلامة الشيخ محمد رضا المظفر: نعتقد أن الإجتهاد في الأحكام الفرعية واجب بالوجوب الكفائي على جميع المسلمين في عصور غيبة الإمام، بمعنى أنه يجب على كل مسلم في كل عصر. ولكن إذا نهض به من به الغنى والكفاية سقط عن باقي المسلمين، ويكتفون بمن تصدى لتحصيله وحصل على رتبة الإجتهاد وهو جامع للشرائط، فيقلدونه ويرجعون إليه في فروع دينهم.
والاجتهاد هو النظر في الأدلة الشرعية لتحصيل معرفة الأحكام الفرعية التي جاء بها سيد المرسلين، وهي لا تتبدل ولا تتغير بتغير الزمان والأحوال. والأدلة الشرعية هي الكتاب الكريم والسنة والإجماع والعقل. وتحصيل رتبة الإجتهاد يحتاج إلى كثير من المعارف والعلوم التي لا تتهيأ إلا لمن جد واجتهد وفرغ نفسه وبذل وسعه لتحصيلها. (٢)
وتضم جامعة النجف أو الحوزة العلمية حوالي عشرين كلية أو مدرسة دينية. كل واحدة منها يشرف عليها أحد المراجع أو المجتهدين الكبار. وهناك مدارس دينية أخرى في كربلاء. يأتي الطلاب الجدد إلى النجف للدراسة، ويقيمون في المدارس الدينية، إذ أنها بمثابة قسم داخلي للطلبة الأجانب أو القادمين من المحافظات العراقية. ويأتي هؤلاء الطلاب من مختلف البلدان الإسلامية التي يعيش فيها الشيعة كإيران والباكستان والتبت والهند وسوريا ولبنان والبحرين والسعودية وأفغانستان. في عام 1914 كان هناك قرابة عشرة آلاف طالب يتوزعون على 17 مدرسة دينية. (٣)
تتميز الدراسة في الحوزة العلمية بحرية كبيرة لا تتوفر عليها حتى الجامعات الغربية. إذ يقوم الطالب باختيار أستاذه والمادة التي يريد أن يدرسها. فلا توجد هناك شروط أو قيود في العمر عند القبول، أو تحديد فترة الدراسة، ولا توجد امتحانات لإنهاء الدراسة. إذ تبقى القضية مرتبطة بالطالب نفسه وقراره على سرعة إنجازه الدروس المطلوبة والكتب المقررة، ومدى ذكائه ورغبته لبلوغ مرتبة عالية بأسرع وقت. ويستلم الطلاب رواتب شهرية يدفعها لهم المراجع .
المصادر المالية للمراجع الشيعة
يتمتع المراجع الشيعة باستقلال مالي وإداري عن الحكومة والدولة طوال التاريخ. وقد أكسبهم هذا موقعاً قوياً حيث أنهم يبقون بعيداً عن الضغوط المالية والسياسية التي تمارسها الحكومات عادة بهدف التأثير على الشخصيات التي قد لا تنسجم مع خط الدولة الرسمي.
إن أهم مصادر دخل المراجع الشيعة هي:
1-الحقوق الشرعية وأهمها الخمس، وهي ضريبة بنسبة 20% تدفع عن الأرباح والمكاسب الناتجة من: 1-أرباح الدخل السنوي 2-المعادن 3- الكنز 4- اختلاط المال الحلال بالمال الحرام 5- اللؤلؤ المستخرج من البحر 6- غنائم الحرب 7- الأرض التي تملكها الكافر من المسلم. (٤)
ويقسم الخمس إلى قسمين ، الأول ويسمى (سهم السادة) ونسبته 10% ينفق على الفقراء والأيتام والمحتاجين من السادة أي ممن ينتسبون إلى بني هاشم وهم عشيرة الرسول الأكرم (ص). أما القسم الثاني فيسمى (سهم الإمام) ونسبته 10% أيضاً فيتولى المرجع أو نائب الإمام إنفاقه من أجل "إقامة دعائم الدين ورفع أعلامه، وترويج الشرع المقدس، ونشر قواعده وأحكامه ومؤونة أهل العلم ، وتعليم الجاهلين وإرشاد الضالين ونصح المؤمنين ووعظهم، وإصلاح ذات بينهم". (٥) أي يجري إنفاقه على المصارف ذات الأهداف العامة لصالح المجتمع والدفاع عن الإسلام ووعي المسلمين.
2-الزكاة، وهي ضريبة يدفعها المسلم عن زراعته الحنطة والشعير والتمر والزبيب. كما يجب دفعها عند تربية المواشي وهي الإبل والبقر والغنم. وتجب عند امتلاك الذهب والفضة . وفيها شروط تحدد نصابها وقيمتها وزمنها ومصارفها. ويقوم المرجع الذي يستلم أموال الزكاة بإنفاقها في المجالات المحددة ووفق ما يراه ضرورياً لصالح المجتمع المسلم كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات والمدارس الدينية والمساجد وملاجئ الفقراء ونشر الكتب الإسلامية ، وفي الشؤون الاجتماعية العامة . (٦)
3-يرث المرجع الديني أموال وأملاك من لا وارث له، أي يحول الإرث إلى المرجع عند وفاة المسلم الذي ليس له أحد يرثه من بعده.
4-يعتبر المرجع هو المتولي العام للأوقاف سواء كانت أرضاً أو بيوتاً أو محالاً أو أية أملاك أخرى.
5-يمتلك بعض المراجع دخلاً خاص بهم ، فالسيد اليزدي كان يمتلك عدداً من الدكاكين والمخازن (الخانات) في الكوفة. (٧) ولكن غالبية المجتهدين كانوا فقراء معدمين يعانون من شظف العيش.
6- الهبات والمنح التي يقدمها التجار والمؤسسات الخيرية إلى المراجع.
إن المراجع والمجتهدين يعتمدون على الناس في تأمين مصادر دخلهم. وهذا ما جعلهم بعيدين عن سلطة الدولة المباشرة. كما عزز علاقتهم بالشعب ومن مختلف شرائحه الإجتماعية كالتجار والأطباء والموظفين والفلاحين، من سكان المدن والأرياف إضافة إلى أبناء العشائر والقبائل. ولدى المراجع ممثلوهم في القرى والمدن الشيعية يدعو بالوكلاء. يقوم هؤلاء الوكلاء بالإجابة على أسئلة واستفتاءات الناس وإجراء عقود الزواج والطلاق، والتوسط في حل المنازعات العشائرية. كما يقومون بجمع الأموال والتبرعات ويرسلونها إلى المراجع.
دور المراجع في المجتمع الشيعي
يقوم الشيعة عادة بمراجعة المراجع الدينيين في أغلب شؤونهم اليومية. إذ يرجعون إليهم في شؤونهم الشخصية كالصلاة والصوم والحج والزكاة والخمس، أو الشؤون الشرعية أو الشؤون الاقتصادية والمالية. كما يرجعون إليهم في الشؤون السياسية. ويتمتع المراجع بسلطة كبيرة حيث أنهم يحظون بطاعة كبيرة من قبل الجماهير الشيعية التي تجد فيهم قادة ومفتين وزعماء دينيين وأحياناً سياسيين.
ويقف المراجع غالباً إلى جانب الشعب والدفاع عن مطالبه. ولذلك بقيت علاقتهم بالحكام أو الحكومات المركزية تعتمد على طبيعة العلاقة بين الحكام والشعب. إذ بقي المجتهدون الشيعة يوصفون بأنهم طبقة وطنية تمثل رأي الجماهير وطموحاتهم. (٨)
ويقوم المراجع بإرسال رجال دين يدعون بالملا أو المؤمن إلى القرى ومناطق العشائر في العراق في أشهر رمضان ومحرم وصفر. كما يقوم المجتهدون بإرسال طلابهم وأنصارهم إلى مختلف البلدان في العالم يدعون لهم ولمرجعيتهم. فإذا ما حالفهم الحظ وارتفعت أسهم مرجعيتهم وسمعتهم يحصلون على اعتراف باعتبارهم مراجع كباراً. وكلما زادت شهرة مرجعيتهم كلما زاد عدد مقلديهم. الأمر الذي يعني ارتفاع مدخولاتهم المالية التي ينفقون قسماً منها على مدارسهم وطلابهم وعلى الفقراء في المدن المقدسة حيث يقيمون.
يحظى المرجع الأعلى بمنصب ديني رفيع المستوى يصل إلى مستوى مقدس فهو ((نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الإمام، والراد على الإمام راد على الله تعالى ، وهو على حد الشرك بالله)). (٩)
(( فليس المجتهد الجامع للشرائط مرجعاً في الفتيا فقط، بل له الولاية العامة، فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضاء، وذلك من مختصاته لا يجوز لأحد أن يتولاها دونه، إلا بإذنه، كما لا تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إلاّ بأمره وحكمه. ويُرجع إليه أيضاً في الأموال التي هي من حقوق الإمام ومختصاته )). (١٠)
هذا المقام الرفيع الذي يصل لدى بعض الناس إلى مستوى القداسة، منح المراجع دوراً كبيراً في المجتمع الشيعي. تذكر المسز بيل مستشارة الحاكم السياسي البريطاني في العراق السير بيرسي كوكس في تقريرها قائلة: (( يمتلك المجتهد القدرة على إصدار الفتوى ، سواء كانت دعوة إلى الجهاد أو إعطاء الرخصة لمريض باستخدام الكحول ، في حالة عدم وجود علاج آخر. كما أنه يستطيع، وقد فعل ذلك حقاً، إجبار الحكومة الإيرانية الشيعية على إلغاء قرارات )). (١١)
مرجعيات القرن العشرين
عندما يتوفى المرجع الأعلى تبدأ المنافسة بين المراجع الآخرين الأقل شأناً منه في سبيل الفوز بمنصبه وتزعم الحوزة العلمية وقيادة المرجعية الدينية. وقد تطول أو تقصر فترة التنافس حتى يتم ترشيح الأكثر حظاً من حيث الصيت والشهرة. إذ لا يوجد نظام لانتخاب المرجع الأعلى كما هو نظام اختيار بابا الكنيسة الكاثوليكية مثلاً. وقد تخدم الظروف بعض المجتهدين ليصبحوا مراجع كباراً لجميع الشيعة في العالم. وقد تعاقب عدد من المراجع في تزعم الحوزة العلمية في القرن الماضي وهم:
١-الميرزا محمد حسن الشيرازي (١٨٦٥- ١٨٩٥) ، دامت مرجعيته ٣٠ عاماً.
٢-ثم الملا كاظم الخراساني (١٨٩٥- 1911) ، دامت مرجعيته ١٦ عاماً
٣- ثم السيد كاظم اليزدي ( 1911 - 1919 ) ، دامت مرجعيته ثمانية أعوام
٤- الشيخ محمد تقي الشيرازي (30 نيسان 1919 – 17/8/1920) ، دامت مرجعيته عاماً و ٣ أشهر
٥- الشيخ فتح الله الأصفهاني (17/8/1920- 18/12/1920) ، دامت مرجعيته ٤ أشهر
٦- الشيخ محمد حسين النائيني (١٩٢٠- ١٩٣٦ ) ، دامت مرجعيته ١٦ عاماً
٧- السيد أبو الحسن الأصفهاني (19٣٦-1946)، دامت مرجعيته ١٠ أعوام
٧- السيد محسن الحكيم (1946- 1970) ، دامت مرجعيته ٢٤ عاماً
٨- السيد أبو القاسم الخوئي (1970-1992) ، دامت مرجعيته ٢٢ عاماً
٩- السيد عبد الأعلى السبزواري (١٩٩٢-١٩٩٣) ، دامت مرجعيته عاماً واحداً
١- السيد علي السيستاني ( 199٣- ). إلى عام ٢٠٢٤ مضى على مرجعيته ٣١ عاماً
المرجعية النشاط السياسي
يعود الوعي السياسي واهتمام العلماء الشيعة بالنشاط السياسي إلى عام 1890، عندما قام ناصر الدين شاه بمنح شركة انكليزية امتياز انحصار التبغ في جميع أنحاء إيران. فقام الميرزا محمد حسن الشيرازي المقيم في سامراء آنذاك بإصدار فتوى تحرم التدخين بجميع أشكاله. وقد لقيت فتواه استجابة واسعة بين صفوف الشعب الإيراني حتى اضطر شاه إيران إلى إلغاء الإمتياز عام 1892 . كما لعب الفقهاء الشيعة دوراً هاماً في ثورة الدستور عام 1905 التي تسمى بالمشروطة، حيث قادوا ثورة شعبية ضد الشاه، طالبوا فيها بالحرية والمساواة والشورى. (١٢) الأمر الذي أجبر الشاه على الرضوخ لمطالبهم وأمر بإجراء انتخابات تشريعية حيث قام الشعب الإيراني بانتخاب ممثليه في البرلمان (مجلس الشورى الوطني). قام البرلمان بسن دستور جديد جعل الحكومة مسؤولة أمام مجلس الشورى، كما قام بتحديد سلطات الشاه في اتخاذ القرارات أو إصدار قوانين. ونصت المادة الثانية من دستور 1905 على وجوب أن تكون جميع القوانين غير مخالفة للشريعة الإسلامية، وتشكيل لجنة من خمسة فقهاء للرقابة على تطبيق هذه المادة. (١٣)
كان للحركة الدستورية في إيران تأثير في أوساط العلماء والفقهاء في العراق، كما ذكرنا آنفاً. في 24 تموز 1908 أعلن السلطان العثماني عبد الحميد تطبيق الدستور كنتيجة للنجاح الذي حققته ثورة ضباط جمعية تركيا الفتاة . يلاحظ عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي أن الطبيعة الاجتماعية للدستور التركي تختلف عنها للدستور الإيراني. إذ أن الدستور التركي كانت طبقة المتنورين (الأفندية) تقف وراءه، في حين أن الحركة الدستورية الإيرانية قد قادها الفقهاء ثم اتبعتهم الجماهير في المدن والأرياف. (١٤)
وكان للمرجعية الشيعية دور كبير في مواجهة الغزو البريطاني للعراق عام 1914 إبان الحرب العالمية الأولى. إذ تصدى المرجع السيد محمد كاظم اليزدي وأصدر فتوى الجهاد، فاستجاب له العلماء والفقهاء ورؤساء العشائر وأبناء المدن. وتمكنت حركة الجهاد التي قادتها المرجعية من إعاقة تقدم القوات البريطانية لثلاث سنوات ، وألحقت بها خسائر في بعض المعارك، حتى سقوط بغداد في 11 آذار 1917.
وبعد الاحتلال البريطاني قادت المرجعية حركة المطالبة بتأسيس دولة حديثة تتضمن تشكيل حكومة يقودها ملك عربي مسلم يخضع لدستور مدون ومجلس تشريعي يحاسب الحكومة. ولما ماطلت الإدارة البريطانية في تحقيق هذا الأمر حدثت احتجاجات واجتماعات تطالب بالاستقلال. وبعد أن أعلنت عصبة الأمم الانتداب البريطاني على العراق أصدرت المرجعية فتواها الشهيرة التي كانت الشرارة التي أشعلت ثورة العشرين 1920 . بعد الثورة أدرك الانكليز أنه من الصعب الاستمرار بالإدارة البريطانية العسكرية المباشرة لبغداد وبقية المدن العراقية. الأمر الذي أدى إلى تشكيل أول حكومة برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب وتضم عشرة وزراء. وكانت الخطوة الثانية هي استدعاء الملك فيصل بن الشريف حسين ليكون أول ملك على العراق (1921-1933) . بقي العراق تحت الانتداب حتى أعلن الاستقلال في تشرين الثاني 1932 ودخوله عصبة الأمم المتحدة.
بعد جولتي (حركة الجهاد) و (ثورة العشرين) بقي التوتر يسود العلاقة بين المرجعية والحركة الوطنية من جهة وبين الحكومة والسفارة البريطانية من جهة أخرى. إذ عارض بعض المراجع تشكيل المجلس التأسيسي العراقي الذي كان الهدف منه المصادقة على المعاهدة العراقية-البريطانية، التي عدوها انتهاكاً لسيادة العراق وحقوقه وحريته. في عام 1923 أصدر وزير الداخلي عبد المحسن السعدون قراراً بإخراج خمسة من كبار المجتهدين باعتبارهم لا يحملون الجنسية العراقية . تم نقلهم إلى إيران ، وبقول بضع سنوات هناك ثم عادوا بعد توقيعهم تعهد بعدم التدخل بالسياسة.
خلال العقود الثلاثة اللاحقة بقيت المرجعية الدينية بعيدة عن القضايا السياسية، وتجنبت الاحتكاك بالحكومة العراقية، وانصرفت كلياً إلى الفقه والتدريس في الحوزة العلمية . ولكن بتطور الأوضاع السياسية والاجتماعية بدأت تظهر بعض المواقف الشجاعة والمعارضة للحكومة نوعاً ما من قبل بعض المراجع. ويعود ذلك إلى شخصية المرجع وأفكاره وشعوره بالحاجة إلى مواقف واضحة تجاه بعض الأحداث.
تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين
في 14 أيار 1948 تم تأسيس الكيان الصهيوني في إسرائيل كدولة مستقلة . الأمر الذي أثار الدول العربية فأعلنت ست دول (العراق، سوريا، مصر، الأردن، لبنان والسعودية ) الحرب على إسرائيل. وشارك فيها المقاتلون الفلسطينيون والمنظمات اليهودية ومتطوعون من الاتحاد السوفياتي. كما شارك متطوعون من الإخوان المسلمين المصريين ومن اليمن والباكستان والسودان. دامت الحرب قرابة عشرة أشهر (15 أيار 1948 – 10 آذار 1949). وبسبب فساد الأنظمة العربية خسرت الحرب وتوسعت إسرائيل على 75% من أراضي الانتداب. فكانت صدمة للجماهير العربية وكشفاً لطبيعة الأنظمة الحاكمة وخيانتها لقضايا المسلمين. كما تصدى العلماء المسلمون لهذه التطورات. إذ أرسل الإمام الحكيم برقية إلى الأمم المتحدة مستنكراً اعترافها بإسرائيل. وقد تدخل السيد مرتضى العسكري (1332-1428 هـ) (١٥) والشيخ محمد رضا آل ياسين (1297-1370 هـ) (١٦) لدى السيد محسن الحكيم فأبرق للأمم المتحدة. (١٧)
المرجعية والعدوان الثلاثي على مصر
في عام 1956 قامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بشن حرب على مصر بما سمي بالعدواني الثلاثي. وجاءت الحرب بعد قيام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. ولم تتوقف الحرب وتنسحب القوات الأجنبية إلا بعد إصدار الاتحاد السوفياتي إنذاراً بضرب لندن وباريس وواشنطن وتل أبيب.
لقد أثارت وقائع الحرب حماسة الشعوب العربية والإسلامية لأنها تمثل صفحة مواجهة بين معسكر الاستقلال والتحرر ومعسكر الاستعمار والعدوان. وعبرت النخب العربية عن تأييدها ومساندتها للموقف المصري من خلال الشعر والأدب والسينما والمسرح والأناشيد الثورية. كما تأثرت النخب الإسلامية والسياسية بأجواء الحرب والإصرار على مواجهة الاستعمار الغربي والعدوان الإسرائيلي، وأهمية ذلك في تعبئة الجماهير المسلمة باتجاه حمل قضايا الأمة والدفاع عن مصالحها وثرواتها.
تعاطفت الجماهير العراقية مع مصر، حيث كانت النجف من المدن التي شهدت اضطرابات وتظاهرات كبيرة منددة بالعدوان ومنددة بالحكم أيضاً. وقد هاجمت الشرطة إحدى المدارس الثانوية في النجف (متوسطة الخورنق) ، وأطلقت النار على الطلبة المتحصنين في المدرسة. وسقط نتيجة ذلك عدد من الطلبة بين قتيل وجريح. واعتقلت الشرطة عددا من الطلبة أيضاً، فهاجت المدينة لهذا الأمر، وخرجت التظاهرات في المدينة، وحمل المتظاهرون القتلى والجرحى وطافوا بهم في أرجاء المدينة، وتجمعوا قرب دار الإمام الحكيم بهدف تحشيد الرأي العام وإثارة المشاعر ضد الحكومة. الأمر الذي جعل الإمام الحكيم يعلن إيقاف الصلاة جماعة في الصحن الحيدري الشريف. كما تعطلت الأسواق ، واستجابت المدن القريبة لما حدث في النجف.
جلس الإمام الحكيم (1889- 1970) (١٨) في منزله مجلساً مفتوحاً ، واستقبل العلماء والمراجع والوفود التي تضامنت مع موقفه ، والتي جاءت من مختلف مناطق العراق. واستمر إضراب الإمام الحكيم عدة أيام إمعاناً في إظهار الغضب والاستنكار على ما حدث. وأرسل برقية شديدة اللهجة إلى الملك فيصل الثاني (1935-1958) (١٩) يطالبه فيها بإنزال أشد العقوبات بالذين ارتكبوا تلك الأعمال. جاء في البرقية:
(( جلالة الملك – بغداد
إن إراقة الدماء البريئة بشكلها الوحشي الفظيع في بلدنا المقدس ليدعو إلى القلق والاستنكار العظيمين. ومن المؤسف إغضاء الحكومة عن ذلك، وسلوكها طريق الإرهاب لجميع الطبقات)).
وقد أجاب الملك في 3/12/1956 ببرقية جاء فيها:
(( سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد محسن الحكيم الطباطبائي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، فقد أحطنا علماً ببرقيتكم بشأن الحوادث المؤسفة التي وقعت في النجف المقدس. وقد أمرنا الحكومة بما يقتضي)). (٢٠)
من جانب آخر أرسل الشيخ محمد رضا المظفر (1322- 1383 هـ) (٢١) برقية إلى شيخ الأزهر تضمنت تأييد النجف والشعب العراقي للشعب المصري، حيث جاء فيها:
(( بسم الله الرحمن الرحيم
محافل النجف الأشرف تعج صارخة إليه تعالى بدعائها لإنقاذ مصير الأمة المسلمة ، وتبتهل إليه أن يأخذ بنصركم ويرفع لواءكم، والقلوب تقطر دماً من الاعتداء الصارخ الذي تقوم به وحشية أعداء الإسلام والإنسانية. والمسلمون في جميع البلاد يد واحدة في شد أزركم.
محمد رضا المظفر
عميد كلية منتدى النشر
تشرين الثاني 1956 )) (٢٢)
يعلق المؤرخ السيد حسن شبر ، الذي عاصر تلك الفترة ، على الموقف الشعبي والعلمائي تجاه حرب السويس بأنه يمثل (حداً فاصلاً بين الجمود والوعي، بين السبات واليقظة ، بين الخوف والرجاء.... وأن الحرب هزت النفوس المتوثبة للانتفاضة على الواقع الخامل. فلقد كان هناك بعض الأشخاص الذين يريدون أن يتنفسوا بالإسلام وحاكمية الإسلام، ولكنهم يجدون صدوداً عظيماً . فالقوم نشأوا على أن الحديث بالسياسة، بل التفكير بها، يعد خروجاً عن الورع والتقوى. لقد بدأ الوعي الإسلامي عام 1956 يتململ ويتحرك كالميت الذي نفخت فيه الروح من جديد ، ولكن بأنفاس بطيئة متقطعة.(٢٣)
خلال فترة العهد الملكي تأسست العديد من الأحزاب السياسية وخاصة في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. إذ تأسس حزب الاستقلال الذي يعبر عن التوجه القومي العربي، والحزب الوطني الديمقراطي الذي اعتبر نفسه وريثاً لجماعة الأهالي والتي تعبر عن التوجه الديمقراطي الوطني ذات التوجه الاشتراكي المعتدل، وحزب الأحرار الذي وصف بأنه معبر عن الفكر الليبرالي في الأوساط الاجتماعية العراقية، وحزب الشعب الذي تبنى أفكاراً اشتراكية ، ولكن المؤسسين لم يكونوا بالضرورة شيوعيين.
وحُرِم الحزب الشيوعي من إجازة العمل السياسي بسبب التوجه الحكومي المناوئ للماركسية والاتحاد السوفياتي. وكان الحزب الشيوعي قد تأسس عام 1934 ويعمل بشكل سري. وفي الأعوام التالية تم تأسيس حزب الأمة الاشتراكي من قبل صالح جبر (1949) ، وحزب الاتحاد الدستوري من قبل نوري السعيد (1950).
وتأسس حزب البعث العربي الاشتراكي (قيادة قطر العراق) عام 1953 عندما تشكلت أول قيادة قطرية برئاسة فؤاد الركابي (1931-1971) (٢٤). وهو حزب قومي عربي يرفع شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية. الجدير بالذكر أن حزب البعث تأسس في سوريا عام 1947 من قبل ميشيل عفلق.
يلاحظ أن المشهد السياسي العراقي كان يخلو من حضور علني لأي حزب إسلامي سنياً أو شيعياً. ولا يعني ذلك عدم وجود تيار إسلامي سياسي يعمل سراً من خلال انتمائه إلى أحزاب سرية كجماعة الإخوان المسلمين المصرية (تأسست عام 1928) ووجدت لها فرعاً في العراق في بداية الأربعينيات. وكذلك الحزب الإسلامي (تأسس في القدس عام 1952) وانتشر في عدد من البلدان الإسلامية ومنها العراق. واكتسبت جماعة الإخوان المسلمين العراقية إطاراً رسمياً عام 1946 عندما تأسست تحت اسم (جمعية الأخوة الإسلامية) بعد رفض السلطات منحها رخصة باسم (جماعة الإخوان المسلمين). وقد ترأس الجمعية الشيخ أمجد الزهاوي (1882-1967) (٢٥) ، فيما كان محمد محمود الصواف (191٥-1992) (٢٦) مراقباً عاماً لها. وفي عام 1948 تأسست (جمعية إنقاذ فلسطين) كرد فعل على قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. وكان الشيخ الصواف أميناً للسر. (٢٧)
أما النخب الشيعية فلم تكن بعيدة عن الارهاصات الحزبية والسياسية. ففي عام 1951 تأسست (منظمة الشباب المسلم) في النجف الأشرف من قبل عز الدين الجزائري . وتعرضت المنظمة إلى انشقاق تزعمه محمد صالح الحسيني (توفي 1981) الذي أنشأ (منظمة العقائديين المسلمين) عام 1957 . وفي نفس العام تأسست (شباب العقيدة والإيمان) من قبل مجموعة من الشباب المتدين في النجف الأشرف. وفي عام 1952 تأسس (الحزب الجعفري) من قبل مجموعة من الشباب المتدين وهم السيد حسن شبر(١٩٢٩- ٢٠٢١) (٢٨) ، الشهيد عبد الصاحب دخيل (1930-1971) ، ومحمد صادق القاموسي. وكانوا يعقدون اجتماعات سرية في بيوتهم بالنجف الأشرف أو في مدرسة منتدى النشر. وتعود تسميته بالجعفري لتفادي الاتهام بالوهابية أو أنه حزب سني. إذ كان الجو العام في النجف يتهم كل توجه حزبي إسلامي بأنه سني أو من الإخوان المسلمين. وقد انحل الحزب بعد سنة واحدة لكن اسمه بقي متداولاً لفترة لاحقة.
الهوامش
١-إسحق نقاش ( شيعة العراق) / ص 131
٢- محمد رضا المظفر ( عقائد الإمامية) / ص 55-56
٣- علي البهادلي (الحوزة العلمية في النجف 1920-1980) / ص 70
٤- السيد علي السيستاني (منهاج الصالحين ) / ج 1 / ص 387-394
٥- المصدر السابق / ص 413
٦- السيد علي السيستاني (منهاج الصالحين ) / ج 1 / ص 373
٧- غسان العطية / مصدر سابق / ص 47
٨ -Edward Browne (1953), A Literary history of Persia, vol. 4, pp 371-372, Cambridge
٩- المصدر السابق/ ص 57
١٠- المصدر السابق/ ص 57
١١- Gertrude Bell (1920), Review of Civil Administration of Mesopotamia, p. 28
١٢- علي الوردي/ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث/ ج 3 / ص 109
١٣- المصدر السابق / ص 112
١٤- المصدر السابق / ص 112
١٥- السيد مرتضى العسكري ، عالم مؤرخ وفقيه جليل ، ولد في 8 جمادى الثانية عام 1332 هـ / ٣ مايس ١٩١٤م في سامراء. درس في الحوزة العلمية في النجف الأشرف . أسس مدارس ابتدائية أهلية في مدن عراقية، وأسس كلية أصول الدين في بغداد. له كتابات كثيرة في التاريخ الإسلامي نفى فيها العديد من الشخصيات والأكاذيب والأساطير. هّجر في السبعينيات من النجف إلى إيران وأنشأ هناك المجمع العلمي الإسلامي. توفي في عام 1428 هـ .
١٦- الشيخ محمد رضا آل ياسين ، عالم وفقيه معروف. ولد في 25 ذي الحجة 1297 هـ / ٢٧ تشرين الثاني ١٨٨٠ م في الكاظمية. درس الفقه في الكاظمية ثم في كربلاء والنجف. وهو من المشجعين لمشروع منتدى النشر الإصلاحي. تخرج على يديه العديد من العلماء والفقهاء. له مؤلفات في الفقه والأصول. توفي في الكوفة في 28 رجب 1370 هـ / ٤ مايس1951 م.
١٧- محمد هادي الأسدي (الإمام الحكيم ) / ج 1 / ص 168
١٨- السيد محسن مهدي صالح الحكيم، مرجع وزعيم شيعي. ولد عام 1306 هـ / ١٨٨٩ م في مدينة النجف لأسرة تعود أصولها إلى جبل عامل في لبنان. ويعود لقب الحكيم إلى جده الأعلي الذي كان طبيباً. درس في الحوزة العلمية في النجف، وتسلم المرجعية بعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني عام 1946، وأصبح المرجع الأعلى في العالم بعد وفاة المرجع السيد حسين البروجردي. شارك الحكيم في حركة الجهاد ضد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1915 . عرف بتوجهه الإصلاحي وتبني العلماء والشباب المتدين الواعي. اشتهر بفتواه بتحريم الانتماء للشيوعية عام 1961 ، وفتواه بحرمة قتال الأكراد . توفي في 27 ربيع الأول 1390 هـ / ١ حزيران ١٩٧٠ م ودفن في النجف.
١٩- الملك فيصل الثاني بن الملك غازي بن الملك فيصل الأول. ملك العراق للفترة 1953- 1958. ولد في بغداد في 2/5/1935 والدته الملكة عالية بنت الملك علي بن الحسين. درس العلوم واللغة العربية والأدب العربي على أيدي أساتذة مختصين. درس الابتدائية في مدرسة المأمونية في منطقة الميدان، ثم التحق بكلية هارو في لندن للدراسة الثانوية. أصبح ملكاً عام 1939 وعمره أربع سنوات، وكان خاله عبد الإله وصياً على العرش. تم تتويجه ملكاً على العراق في 2/5/1953 عندما أصبح سنه 18 عاماً. قتل مع عائلته في 14 تموز 1958 بعد ثورة عبد الكريم قاسم.
٢٠- محمد هادي الأسدي (الإمام الحكيم) / ج 1 / ص 166-167
٢١- الشيخ محمد رضا المظفر، عالم عراقي وإصلاحي معروف. ولد في 5 شعبان 1322 هـ ، ١٤ تشرين الأول ١٩٠٤ م في النجف الأشرف لأسرة علمية. درس في الحوزة العلمية تحت إشراف أخويه المحققين الشيخ عبد النبي والشيخ محمد حسن . درس علوم الحساب والهندسة والجبر والفلك. امتاز المطفر بتوجهه الإصلاحي في تطوير مناهج الحوزة العلمية . أسس (جمعية منتدى النشر) ثم أنشأ (كلية الفقه) عام 1355 هـ/ ١٩٣٦ م. له مؤلفات عديدة في الفقه والأصول والتاريخ الإسلامي والعقائد والفلسفة والمنطق. توفي عام 1384 ودفن في النجف الأشرف.
٢٢- حسن شبر (حزب الدعوة الإسلامية ) / ج 1 / ص 96
٢٣- حسن شبر (حزب الدعوة الإسلامية ) / ج 1 / ص 97
٢٤- فؤاد الركابي سياسي عراقي ومؤسس للقيادة القطرية لحزب البعث في العراق في 24/7/1958. ولد في الناصرية عام 1931 ، ودرس الهندسة في جامعة بغداد. أصبح وزيراً للإعمار في أول حكومة لقاسم عام 1958 وعمره 27 عاماً. هرب إلى سوريا بعد محاولة اغتيال قاسم دبرها حزب البعث. وعاد إلى العراق بعد القضاء على سلطة البعث في 18/11/1983 التي جاءت اثر انقلاب 8 شباط 1963 كان يعد من منظّري حزب البعث، لكن صداماً سجنه ، وتم قتله في السجن في مسرحية سخيفة عام 1971 .
٢٥- أمجد الزهاوي عالم دين عراقي رئيس رابطة علماء العراق. ولد عام 1882 في بغداد لأب كان مفتي بغداد هو محمد سعيد. وهو من أسرة كردية تعود إلى عشيرة بابان المعروفة. تخرج من كلية الحقوق ومعهد القضاء العالي بإسطنبول عام 1906 ، وعمل قاضياً في الموصل وبغداد. وترقى في المناصب حتى أصبح رئيس مجلس التمييز الشرعي. وهو أحد مؤسس رابطة العالم الإسلامي الوهابية في مكة المكرمة. توفي في 17/11/1967 في بغداد ، ودفن في مقبرة الخيزران قرب جامع أبي حنيفة.
٢٦- محمد محمود الصواف أحد العلماء والدعاة الإسلاميين في العراق. ولد في الموصل ، ودرس في الأزهر الشريف . بعد عودته من مصر أسس جماعة الاخوان المسلمين في العراق وكان أول مراقب لها. بعد تأسيس جمهورية العراق وتصاعد المد الشيوعي وبسبب انتقاده لصدور قانون رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ الخاص بالأحوال الشخصية ، صارت حياته في خطر فهاجر إلى السعودية حيث عينه الملك فيصل بن عبد العزيز مستشاراً له. توفي في السعودية عام ١٩٩٢ ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة بجوار عبد الله بنم الزبير.
٢٧- علي المؤمن (سنوات الجمر) / ص 24
٢٨- السيد حسن شبر محامي وكاتب ومؤرخ ، أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية عام 1957 . وكان عضوا في قيادة حزب الدعوة لأكثر من 50 عاماً. انشغل بتأليف وتوثيق الحركة الإسلامية في العراق وخاصة حزب الدعوة الإسلامية حيث صدرت ثمانية أجزاء.