الرئيسية / حزب الدعوة الإسلامية يطوي تسعة وستين عاما من الجهاد على طريق ذات الشوكة

حزب الدعوة الإسلامية يطوي تسعة وستين عاما من الجهاد على طريق ذات الشوكة

"Today News": بغداد 
أكد المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية  أن الحزب طوى تسعة وستين عاما من الجهاد على طريق ذات الشوكة ومواصلة السير على خطى النبوة العطرة والإمامة الطاهرة .

وقال المكتب السياسي في بيان له بهذه المناسبة : 

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت: 69

توقد الدعوة المباركة شعلة جديدة لمسيرتها التغييرية والسياسية الظافرة، وتقف بإجلال وإكبار أمام مؤسسها المرجع القائد الإمام الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ولكل الأبرار المضحين من قياداتها وكوادرها ودعاتها وأنصارها وجماهيرها، وهي تطوي تسعة وستين عاما من الجهاد على طريق ذات الشوكة، ومواصلة السير على خطى النبوة العطرة والإمامة الطاهرة، واستمداد العزم والقدرة منهما على الفعل والإنجاز، ومواجهة التحديات، والتغلب على العقبات. إذ تزامن تأسيسها مع ذكرى ولادة الرسول الخاتم المصطفى (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع) حاملا وعي الارتباط بهما هدفا وطريقا إلى الله تعالى بالعمل من أجل سيادة الإسلام وأحكام شريعته في الحياة.
إن الدعوة كانت ومازالت حاجة إستراتيجية في العمل الإسلامي والسياسي، وهي التي اختطت منهجا جديدا في الساحة وفي سط الأمة، وقد رافق مشروعها في كل مراحله التاريخية وإلى الوقت الحاضر رجال أفذاذ مخلصون لعقيدتهم ومتحمسون لخدمة أمتهم، اذ حملوا لواءها وبذلوا أرواحهم بسخاء وسخروا جهودهم من أجل تقدمها وانتصارها وديمومتها معطاءة حيوية.
إن ما نقوم به من دور في الساحة هو مسؤوليتنا الشرعية والسياسية التي ننهض بها دائما بلا تردد، إذ لم نتخل عنها رغم تعقيدات الظروف، وشدة الابتلاءات والفتن التي كانت تشحذ همتنا وعزيمتنا لمزيد من البذل والتضحية في سبيل عقيدتنا وخدمة أبناء شعبنا، فقد اعتمدنا ثوابت فكرية وسياسية سليمة عند التأسيس وهي مازلت ترشدنا للمواقف المسؤولة الشجاعة والخطوات الواثقة والسياسات الجادة التي تضعنا دائما في المقدمة وأن نكون أصحاب المبادرة في الواقع.
إننا في الدعوة نعتقد بأن محصلة الجهود السياسية للاحزاب والقوى المختلفة يجب أن يكون محورها خدمة المواطنين وتحسين ظروف حياتهم على الأصعدة كافة، إذ أن العمل السياسي ليس مطلوبا لذاته، ولا هدفا مستقلا لحاله، وإنما هو من أجل تقديم أفضل البرامج والخطط لتغيير واقع العراقيين نحو الأفضل.
إن الدعوة في ذكرى تأسيسها تتطلع إلى المستقبل بأمل واعد في الوحدة والتفاهم والتعاون مع جميع القوى الاسلامية والوطنية الخيرة والفاعلة من أجل بناء الدولة على أسس سليمة، بالاستفادة من تجارب الماضي القريب التي مر بها البلد والعملية السياسية، فالدولة هي الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار والسلم الأهلي وحماية المواطنين وحقوقهم وتوزيع الثروة بعدالة بينهم، إذ لا بديل عن الدولة القوية المتمكنة من ممارسة دورها الدستوري والقيام بإلتزاماتها الوطنية إزاء الشعب بكافة مكوناته، كما أن الخروج من الأزمات الحالية التي تحيط بالعملية السياسية يكمن بإعتماد منهج جديد في التعاطي مع مؤسسات الدولة وإدارتها بالشكل الأمثل، عبر مشاركة كل الأطراف بلا استثناء في الانتخابات النيابية المقبلة التي هي وسيلة التغيير الوحيدة والشرعية في ظل النظام الديقراطي الذي يعتمد على الارادة الحرة للمواطنين..
إن الحوار المسؤول بات ضرورة من أجل تعديل مسار العملية السياسية والحكومة بسبب ما تعانيه من تداعيات نتيجة الأحداث الأخيرة التي تلبدت بها الأجواء السياسة وزعزعت ثقة العراقيين، إلا أن الأطراف السياسية قد تختلف ولكنها لا تتخاصم، وتتنافس ولا تتعادى إذا كان الهدف هو خدمة البلد والمواطنين والانطلاق من القيم الشرعية والدستورية والوطنية وخدمة الصالح العام. ونشير هنا إلى أن دولة القانون هي كتلة الحزب وائتلافه الانتخابي الذي يتسع لكل مخلص ونزيه لخدمة بلده العزيز ومواطنيه الكرام، وهي ملتزمة بالأجندة الإسلامية والوطنية.
إن الشرق الأوسط يشهد في هذه المرحلة الصعبةنوعا من الحرب غير المسبوقة الموجهة ضد الأمة من قبل أعدائها الصهاينة الغاصبين ومن يؤيدهم في حربهم الظالمة هذه، حيث أن هذا الجيل الجديد من الحروب الإلكترونية سيضع الجميع في موضع الاستهداف وإن كانوا بعيدين عن ميدان الحرب، مما يتطلب موقفا حازما وتحركا جادا لإدانة هذا النوع الخطر من الحروب قبل أن يفتك بالبشرية، مع أهمية إشاعة الوعي وتوخي الحذر  بخصوص التعامل معها لخطورتها الشديدة على الأمة وقياداتها العاملة، والاستعداد لها والارتقاء إلى مستوى هذا التحدي ومواجهته بتقنيات مضادة.

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)

حزب الدعوة الإسلامية
 المكتب السياسي
21 أيلول 2024
17 ربيع الأول 1446
21-09-2024, 14:19
عودة