"Today News": متابعة
في 3 أيلول الجاري، أعلنت سويسرا إعادة فتح سفارتها في بغداد بعد اغلاق دام 33 عاما، منذ عام 1991 بسبب حرب الخليج، حيث قال السفير السويسري في العراق دانييل هون: "مع فريقي، يشرفني إعادة فتح التمثيل السويسري والتأكد من أن العلم السويسري يرفرف مرة أخرى بشكل دائم في العاصمة العراقية".
وبحسب موقع "سويس انفو"، فأنه لا توجد لدى سويسرا خطط فورية لإنشاء مبنى سفارة تقليدي في بغداد، ومثلها كمثل البعثات الدبلوماسية الغربية الأخرى في العراق، سوف يقيم الدبلوماسيون السويسريون ويعملون في فندق لأسباب أمنية، وربما يكون مستوى العنف الطائفي إلا أن الفصائل المسلحة تظل تشكل تهديداً للمصالح الغربية.
ويشير الموقع الى ان هذه ليست المرة الأولى التي تعيد فيها سويسرا تأسيس وجود دبلوماسي لها في العراق، ففي عام 2001، أعادت البلاد لفترة وجيزة فتح مكتب اتصال في العاصمة، ولكن تجدد الصراع وصعود القوى الإسلامية أجبر الدبلوماسيين السويسريين على الانتقال إلى الأردن، ومن هناك، واصلوا إدارة الشؤون الدبلوماسية والقنصلية المتعلقة بالعراق.
انضمت سويسرا الآن إلى أكثر من 50 دولة أخرى، بما في ذلك النمسا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، في الحفاظ على وجود دبلوماسي في بغداد. ويتمثل هدف الحكومة السويسرية في تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق، مع التركيز على التعاون الاقتصادي والأمني والهجرة. ومع ذلك، ستواصل السفارة السويسرية في عمان، الأردن، تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين العراقيين.
وستركز السفارة السويسرية في بغداد على تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز المصالح السويسرية في المبادرات الاقتصادية والأمنية الرئيسية، وتقول سويسرا إن قطاع الطاقة في العراق، إلى جانب اقتصاده المتنوع، يقدم فرصًا واعدة طويلة الأجل للشركات السويسرية، وخاصة فيما يتعلق بآفاق التصدير والاستثمار.
ورغم أن طلبات اللجوء المقدمة من مواطنين عراقيين لا تمثل سوى ما يزيد قليلا على 1% من إجمالي الطلبات في عام 2023، فإن أمانة الدولة للهجرة لا تزال تعتبر هذا الرقم "مرتفعا نسبيا"، وفي الوقت الحالي، يخضع 2317 مواطنا عراقيا لعملية اللجوء في سويسرا، مع وجود 508 حالة ترحيل معلقة.
يقول عادل بكوان، عالم الاجتماع الفرنسي العراقي ومدير المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق، إن "الوضع هش وغير مستقر، وغالباً ما يسارع المجتمع الدولي إلى تقديم بلدان مثل العراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا أو ليبيا في صورة إيجابية بمجرد ظهور أي شيء مشجع"، معتبرا ان "هذا التسرع في إعلان الاستقرار يحجب في كثير من الأحيان حقيقة أكثر تعقيدا".
كما أكد على المخاوف الأمنية المستمرة، وخاصة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، الذي يتمركز جزئيا في العراق، وينتقد بكوان أيضا تركيز سويسرا على التعاون في مجال الهجرة، ويصفه بأنه غير واقعي، قائلا: "بصراحة، إنها فكرة سخيفة في السياق الحالي. لا يمكنك التفاوض مع مثل هذه الحكومة غير المستقرة. العراق على وشك الانهيار، والحكومة لا تملك القدرة ولا الرغبة في معالجة قضايا مثل الهجرة".