الرئيسية / سياسي تركي: العدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى حرب مع تركيا عاجلاً أم آجلاً

سياسي تركي: العدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى حرب مع تركيا عاجلاً أم آجلاً

"Today News": متابعة 

رأى السياسي والبرلماني التركي السابق أيدن أونال، أن "العدوان الإسرائيلي الخبيث المستمر في المنطقة منذ عقود سيؤدي حتمًا إلى حرب وصراع مسلح مع تركيا عاجلاً أم آجلاً".
وقال أونال في مقال بصحيفة يني شفق إن الرئيس أردوغان صرَّح في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بتاريخ 15 مايو بأن "حماس تمثل خط الدفاع الأمامي عن الأناضول في غزة".
وفي خطابه بمناسبة افتتاح السنة الثالثة من الدورة التشريعية الثامنة والعشرين أمام البرلمان يوم الثلاثاء، وسع أردوغان من هذا التصريح، محذرًا من أن إسرائيل تطمع في الأراضي التركية، وأن المسافة بين تركيا وإسرائيل ستتقلص إلى 170 كيلومترًا فقط في حال احتلال لبنان، وأن إسرائيل لن تتوقف عند هذا الحد.
ووفقا لأونال، يعيش الإسرائيليون وكل المتطرفين الصهاينة في العالم من أجل حلم كبير يسمى "أرض الميعاد"، مرتبط بالتطرف الديني والتعصب والرجعية، ويربون أطفالهم على هذا الحلم، ويؤمنون بأن أي وسيلة لتحقيق هذا الحلم، بما في ذلك الإبادة الجماعية، مشروعة لهم ، بل عبادة حتى. وتشمل هذه الأراضي التي يحلمون بها الأراضي التركية. وإذا لم يتم تدمير إسرائيل، فستستمر في النمو والتوسع بدعم القوى العظمى التي تقف خلفها، وسيكون الدور على تركيا لا محالة.
وتابع المقال:
قد يرى البعض أن حلم إسرائيل بـ "الأرض الموعودة" حلم بعيد المنال أو مستحيل، وهذه هي المشكلة الرئيسية لتركيا. فتركيا تتعرض منذ تأسيس إسرائيل عام 1948 للهجمات الإسرائيلية وتدفع ثمناً باهظاً لهذه الهجمات. فكل انقلاب عسكري، وكل فتنة داخلية، ومعظم العمليات التي تستهدف الاقتصاد التركي، والتدخلات التي تهدف إلى إعاقة نمو تركيا، هي أعمال يقوم بها الصهاينة بهدف ضمان أمن إسرائيل في المنطقة.
لقد مر عام كامل على أول عملية مسلحة نفذها تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في إروه وشمدينلي عام 1984. فقدنا خلالها نحو 50 ألف شخص، من بينهم قرابة 10 آلاف شهيد. وتكبّدنا خسائر اقتصادية تجاوزت التريليون دولار. وقد أصبح تنظيم "بي كي كي" الإرهابي منذ تأسيسه أداة في يد إسرائيل والولايات المتحدة، وهاجم تركيا نيابة عنهما. واليوم لم يعد مشروع إنشاء إسرائيل جديدة في شمال العراق وسوريا بيد تنظيم "بي كي كي" الإرهابي يخفى على أحد.
أما تنظيم "غولن الإرهابي"، فهو عبارة عن اختراق أمريكي وإسرائيلي لتركيا. ولم يقتصر الضرر الذي ألحقه على فقداننا 250 من إخواننا في ليلة 15 يوليو، بل إنه تسلل إلى الدولة منذ السبعينيات وشلّ قدرتها، وتولى تنفيذ كل الأعمال القذرة لصالح الصهيونية.
وقد عمل هذا التنظيم الإرهابي على إخفاء نواياه، وتأجيج الانقسامات في تركيا، من خلال وسائل الإعلام والمجتمع المدني الذي كان يغذيه.
وبالتالي، رغم أن ما يحدث لا يُسمى "حربًا" بالمعنى التقليدي، فإن إسرائيل تعمل على استهداف تركيا منذ عام 1948. ولا شك في أن هذا سيؤدي في مرحلة ما إلى حرب وصراع مسلح.
وبعد أن فشلت إسرائيل في إسقاط الحكومة التركية عبر أحداث غيزي وعملية 17-25 ديسمبر ومحاولة الانقلاب الفاشلة 15 يوليو، فإنها ستحاول الآن تنفيذ عمليات جديدة ضد تركيا، على الأقل لإبقائها مشغولة.
إن تصريحات زعيم تنظيم "بي كي كي" الإرهابي دوران كلكان ودعوته إلى التحرك تشير إلى استفزاز يهدف إلى إثارة الفتنة بين الأتراك والأكراد. وقد يكون التحريض على الفتنة بين السنة والشيعة هو الخطوة التالية. ولن يترددوا في استغلال كل الوسائل وكل الأذرع داخل وخارج تركيا، وأصدقاء إسرائيل والخونة المتعطشين للعمل معها، سواء كانوا مأجورين أو متطوعين في خدمتها، لإثارة التوترات والخلافات الاجتماعية في تركيا.
وفي هذه المرحلة، يقع على عاتق الحكومة، وخاصة حزب العدالة والتنمية، مسؤولية كبيرة. ولا تقتصر هذه المسؤولية على توفير الأمن والتصرف بحكمة وحماية الجبهة الداخلية.
لقد انقسمت الأحزاب السياسية في تركيا إلى معسكرين، وفقاً لمدى قربها أو بعدها عن الولايات المتحدة وإسرائيل، فنجد أن جانباً يتخذ موقفاً صارماً ضد تنظيم "بي كي كي" و"غولن" الإرهابين، ومشروع إقامة دولة إرهابية في شمال العراق وسوريا، وضد العدوان الإسرائيلي، بينما يتبنى المعسكر الآخر موقفاً "مرنا ومتسامحاً" للغاية تجاه هذه القضايا.
لا شك أن القرار النهائي يعود لصناديق الاقتراع؛ فالشعب يدرك ما يفعله. ومن الواضح أن تغيير الحكومة في الانتخابات المقررة لعام 2028 سيسعد إسرائيل والولايات المتحدة ويشعرهما بالراحة.
ورغم عدم وجود انتخابات قريبة يتعين على حزب العدالة والتنمية أن يتحرك مبكرًا أكثر من أي انتخابات سابقة، وأن يولي اهتمامًا كبيراً بـ"مسألة البقاء" هذه، ويتعامل معها بجدية منذ الآن، بدلًا من تأجيل استعداداته إلى فترة الانتخابات وحصرها في بضعة أشهر.
تنتظرنا أيام عصيبة وشاقة في منطقتنا. إن العبء والمسؤولية الملقاة على عاتق حزب العدالة والتنمية وأعضائه أثقل من أي وقت مضى. وكل من يضع المال أو المنصب أو الطموح الشخصي فوق قضية الأمة، فهو خائن لأمته ووطنه وقضيته. ولن يسلم أي شخص أو أي مجموعة من وزر عظيم إذا كان لهم أدنى تأثير في حدوث نتيجة غير متوقعة في انتخابات عام 2028.
وفي هذه الأوقات العصيبة، يتعين على حزب العدالة والتنمية وكوادره أن يتماسكوا ويراجعوا حساباتهم وأن يمارسوا سياسة رشيدة وعاقلة لكنها في الوقت نفسه شجاعة وحازمة. أمامهم فترة طويلة، ولكن يجب ألا يضيعوا منها ثانية واحدة. يجب أن يبدأوا منذ الآن في عملية نهضة وتطهير.
إن العدوان الإسرائيلي الخبيث المستمر منذ عقود سيؤدي حتمًا إلى حرب وصراع مسلح مع تركيا عاجلاً أم آجلاً. نسأل الله أن يحفظ بلدنا من الدخول في هذا الصراع بدون استعداد.
اليوم, 13:09
عودة