أعلنت السفارة العراقية لدى دمشق عن مغادرة 11 ألف لبناني الأراضي السورية وتوجههم إلى العراق، فيما استأجرت العتبات المقدسة نحو 60 فندقاً لإيواء الضيوف اللبنانيين في سوريا.
وقال القائم بأعمال السفارة ياسين شريف الحجيمي للصحيفة الرسمية، إنه "بعد توجيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بدعم واستقبال ضيوف العراق من اللبنانيين، ما زالت الجهود مستمرة من قبل الجهات الحكومية والعتبات المقدسة وهيئة الحشد الشعبي، حيث بلغت كمية المساعدات التي وصلت من العراق إلى دمشق أكثر من 5 آلاف طن من المواد الغذائية والمساعدات الطبية والجهود الإنسانية من مستشفيات وعلاجات، وتقديمها إلى المواطنين الذين ما زالوا متواجدين على الأراضي السورية في مراكز الإيواء التي فتحتها لهم الحكومة هناك".
وأضاف، أن "العتبات الحسينية والعباسية والعلوية والكاظمية المقدسات استأجرت أكثر من 60 فندقاً في مناطق السيدة زينب وجرمانة وببيلا والمناطق المحيطة بها لإسكان العوائل اللبنانية على الأراضي السورية، فضلاً عن مساعدات غذائية تصل إلى اللبنانيين الذين أقاموا في محافظة حمص بعد عبورهم منفذ العبودية اللبناني، إذ توجد هنالك مراكز إيواء لتصل لهم المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية التي يحتاجونها كالبطانيات والأفرشة والأغذية".
وأكد الحجيمي، "التواصل مع جميع الجهات السورية ذات العلاقة المسؤولة عن هذا الملف، حيث التقى مع رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي للتباحث حول توجيهات رئيس الوزراء بشأن تقديم الإعانات والمساعدات الواردة من العراق إلى اللبنانيين، واللقاء مع رئيس اللجنة العليا للإغاثة وزير الإدارة المحلية السوري لؤي خليطة والتباحث معه في كل هذه التفاصيل، وهنالك لجنة برئاسة محافظ ريف دمشق التي تتبع لها منطقة السيدة زينب والمناطق المحيطة بها للتواصل معها في السفارة لتقديم الخدمات والإعانات".
تسهيلات للأشقاء
وأوضح الحجيمي، أن "السفارة قدمت جميع التسهيلات للبنانيين الراغبين بالسفر إلى العراق بالتعاون مع السفارة اللبنانية في دمشق، حيث بلغ عدد الذين غادروا براً أكثر من 10 آلاف لغاية (صباح أمس الأحد)، في حين هنالك نحو ألف شخص غادر عبر مطار دمشق، وكان في استقبالهم وزارة الهجرة والمهجرين والعتبات المقدسة، وتخصيص باصات من قبل وزارة النقل في منفذ القائم الحدودي لتأمين وصولهم إلى المناطق المخصصة لهم، فيما بلغ عدد اللبنانيين الوافدين إلى سوريا نحو 100 ألف لبناني لغاية الآن، جميهم مشمولون بالإعانة والمساعدات الغذائية التي تقدمها الجهات العراقية اليهم".
وتابع، أن "اليومين الأخيرين شهدا وصول 120 شاحنة نقل من هيئة الحشد الشعبي، فضلاً عن وصول 55 شاحنة خلال الـ48 ساعة من قبل العتبة العباسية المقدسة، وبانتظار حملة التبرع الثالثة من قبل العتبة الحسينية خلال اليومين القادمين".
وبيّن الحجيمي، أن "مكتب السيد الشهيد الصدر قدم وجبات غذائية لـ10 آلاف شخص لوجبتي الغداء والعشاء، عبر سلَّات غذائية وتوزيعها بين العوائل، إضافة إلى تقديم إعانات مالية من مكتب السيد محمد اليعقوبي لهذه العوائل لغرض تدبير أحوالهم المعاشية والمادية".
ضيوف العراق
من جانبها، أكدت وزارة الهجرة والمهجرين، أن التعامل مع الأشقاء اللبنانيين القادمين إلى العراق كضيوف، فيما نسقت مع الوزارات المعنية لتسهيل دخولهم واستقبالهم براً و جواً وإيوائهم.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس جهاكير، في تصريح خص به "الصباح": إن "الوزارة تسهل دخول واستقبال المواطنين اللبنانيين القادمين براً عن طريق منفذ القائم الحدودي، بالإضافة لاستقبالهم جواً عن طريق مطار بغداد الدولي، وتابع أنه "تم تسجيل نحو 93 مواطناً لبنانياً في محافظة صلاح الدين كضيوف قادمين من لبنان"، وأشار جهاكير، إلى "التنسيق مع العتبات المقدسة لتقديم الخدمات للأسر اللبنانية خاصة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة".
بدورها، أعلنت وزارة الصحة، أمس الأحد، عن استقبال 52 جريحاً من الشعبين الفلسطيني واللبناني جميعهم تماثلوا للشفاء، فيما أكدت استعدادها لتلبية أي طلبات تتقدم بها نظيرتها اللبنانية.
واجب وطني
وفي المواقف النيابية، قال النائب المستقل علي سعدون اللامي، في حديث لـ"الصباح": إن "دعم لبنان من الواجبات الوطنية المهمة التي يقوم بها الشعب العراقي بعد أن دعت المرجعية الرشيدة إلى توفير الخدمات اللازمة للنازحين، وهنا يسجل الشعب العراقي مرة أخرى في سجله المشرف دعماً آخر ووقفة أخرى مشرِّفة مع الشعب اللبناني الشقيق".
وأكد، أن "الحكومة والشعب العراقي مستعدان لدعم وتوفير الخدمات للشعب اللبناني والنازحين من أبنائه، وسيظل هذا الدعم مستمراً بكل أشكاله"، وأشار إلى أن "هذا الدعم يوفر بيئة صالحة للشعب اللبناني في بيتهم الثاني العراقي وسيستمر الدعم بكل أشكاله للأشقاء اللبنانيين".