"Today News": بغداد [hide][/hide]
في شارع الامين الدمشقي ..الرابط بين حديقة بن عساكر ..وشارع مدحت باشا …لابد للزائر العراقي أن يلتقط أنفاسه على جهة اليسار من الشارع المكتظ بالحياة …وصوت مطحنة القهوة ورائحتها التي تطير بك الى البرازيل ..حيث مزارع وحقول القهوة التي تطايرت على مساحة العالم كله …
هذا شارع الامين نسبة الى العالم الدمشقي المجدد السيد محسن الامين…قال صديق لي من اهالي الكاظمية …وقبل أن ألتفت اليه ..قال وهذا محل (سيد مضر)..
كان (محلا ومكتباً وسفارة ) على رغم مساحته الصغيرة ..ككل دكاكين الشام القديمة…
ترحيب من طراز عال…وبشاشة بصراوية طافحة ..
وشاي وقهوة… ووصايا..
و(حياكم الله) ..لازمته المترفة على شفتيه..
هذا طقس من طقوس الحارة الشامية …قال صديقي الكاظمي…بعد ان خرجنا من (دكان السيد) …وصدق …
إخترت الاقامة في هذه الحارة التي تلخص الحياة الشعبية بكل تفاصيلها …وكان من تفاصيلها (سفارة السيد مضر) …
كل صباح في شارع الامين..كنت أُخلق من جديد..وأتعلم وأضيف ..وأفرح ..وأحياناً أطير من الشمس والجمال والتاريخ ……..هنا كل بساطة الكون في الجغرافيا.. وعمق الذكريات …وهنا للشعر أباء وأبناء …وللقصة ألف وجه…هنا ..هنا (جنتان )
أطوف بهما كل صباح ..وليل..(فيهما فاكهة ورمان) لأن النخيل استبدله أهل الشام بالتين والزيتون ..وزيته على مدار الزمن..
كلما زرت الشام مررت في شارع الامين..وشارع العراقيين ..وشارع السيد مضر …حتى صار (شارعي)…بعد أن ملأ عيني وقلبي وقصائدي…قهوة وسكاكرا و توت شامي …واستغفاراً في مساجده ..
وعند بحرة الوضوء لم أنسى كلمة ( زمزم) الذي يبادر بها اهل الشام كل من يتوضأ …ليكون الجواب ( جمعاً).. وهي ترميز الى ان يرزقك الله حج بيته…
رحمك الله ياسيد مضر…
زمزماً وكوثراً و ( عرق سوس)…
عباس الجبوري