"Today News": بغداد
١-السبت القادم سيكون مختلفاً عن سواه لما سيجري من مباراة (مرهقة) في سباق انتخاب رئيس البرلمان الجديد..واجواء توحي بالمقاطعة من قبل البعض وتهيؤ مسبق للطعن بالاجراءات والنتيجة…
٢-محمود المشهداني صاحب النفس الطويل في خريف العمر يتحدى بما يملك من خبرة واعتدال واطمئنان …والطبيب الشعبي ذو النكتة البغدادية..يجري آخر تمارين الاحماء في ساحة الاطار (التنسيقي) بعد أن نال شهادة (التوفيق) منهم وبإجماع ظاهر ..ظاهر ..ظاهر..
٣-سالم العيساوي الرشيق القوام…وفي عمر المنتصف ..والمتغلغل بعلاقات (خاصة وعامة) مع النواب و(المكشوف الظهر) من جهة الرمال الانبارية ..(والمتلفلف )بعباءة الخنجر ليلاً…والرافض لهذا (اللحاف) نهاراً…ويحاول الاحماء في ساحات (احادية وخماسية وغيرهن) في ملاعب المنطقة الخظراء وعمارات مجمع القادسية ..حيث سكن نواب المحافظات الذين يحبون السهر..
٤-اذا فاز المشهداني…ففي هذا (نصر) لعموم الاطار و(فرحة ) بالجملة…تتماشى مع الجو الاقليمي الذي لايتحمل تغييرات (دراماتيكية) غير محسوبة …ممزوجة بفرح حكومي (على اعتبار ان المشهداني) لايحب ولايحاول ازعاج الاخرين…ولو كانوا (أولو قربى)..أو(أولو غربة)..أو (أولو تربة)..
٥-اذا فاز العيساوي..فربما هناك(فرح فردي أو ثنائي) غير ظاهر وغير معلن …وسيكون هناك (قلق) عام ..يبدأ من المنطقة الخضراء حتى (حصيبة) على حدود العراق الغربية..بإستثناء رسالة (مباركة) ستنشر في قناة يو تي ڤي ..ويتطاير بها سرب من اسراب البعوض والذباب الالكتروني ..وستدخل البلاد في (توجس وانتظار) من قبل (المولاة والمعارضة) على تعبير الاشقاء اللبنانيين ..(حتى يتبين الخيط الابيض )..للاطمئنان ..
٦-هل ستحدث اضطرابات داخل مجلس النواب يوم الانتخاب…الجواب سيكون لا…لان غالبية الحضور تريد الانتهاء من هذا الملف… وحتى الذين كانوا سبباً في اضطرابات البرلمان السابقة سيجدون أنفسهم (راضين) بنتيجة فوز المشهداني…بعدما تيقنوا ان (الفائز الجديد) لايستطيع المشي سريعاً خصوصاً على الرمال المتموجة.. وسيخرجوا بوجوه بشوشة..متجهين الى كؤوس الاحتفال تحت إيقاع ( هذه ليلتي)..
٧-يرى أحد خبراء الاطار ان المباراة ستحسم من الشوط الاول ..خصوصاً ان حكم المباراة هو من قادة الاطار (ورأى بنفسه) كيف كتبت (قصة الجلسة)..وما عليه الا كتابة (السيناريو) بدقة وسرعة..مع الربط ان تقنية (الڤار) ستكون مفعّلة في هذه المباراة..ولاينفع معها التبرير أو الانكار..
٨-المباراة ستجري على ملعب(محايد) وبحضور جمهور يدعي انه(محايد) وفي طقس معتدل نسبياً مع خشية من تساقط ( أمطار حامضية) .. ولكن من الان تم إخبار اللاعبين والجمهور والفضائيات ان المباراة (لن تعّطل) و(لن تؤجل) …وان هناك مجموعة من العوامل ( الوطنية والعربية والاقليمية) تدفع باتجاه حسم هذا الموضوع ..
٩-هناك من يقول ان الموضوع لايستحق الكثير من الاهتمام لجهة الوقت المتبقي من عمر البرلمان… ويقول آخر ان الاجواء العامة تستوجب (الحكمة) العالية ولو في الربع النهائي… وآخر يرى ان انتخاب (الرئيس) سيوفر الكثير من الجهد والوقت والكلام والتشظي..وهنا من يعتبر حسم الامر يفتح الطريق لصناعة ( قانون انتخابي) جديد..ومعادلات انتخابية جديدة..تبدأ محركاتها بالاشتغال في اليوم التالي لانتخاب المشهداني..وغير ذلك كثير..
١٠-الفائز (المتفق عليه) سابقاً .. والمختلف عليه (لاحقا)..ربما سيعيد (قسمة) الاتفاق والاختلاف مرة ثانية بعد انتخابه.. ولكن هذه المرة ب (لون جديد) …ليصبح المعارض موالياً والموالي معارضاً.. وتلك طبيعة الاشياء في ملاعب التنافس والسباق ..
١١-يمكنك ان تلتقط أوراقاً جميلة من الاوراق المتساقطة في هذا الخريف ( المتعجل)..وكذلك لك الحق في ان تبدي بعض الاعجاب هنا أو هناك..وتبتسم لهذا.. وتسخر هناك ..من دورة الاشياء والاسماء والاضواء..ولكن ليس لك أن تحرق الغابة ..بنرجسيتك اولا..ولانها مأهولة بالكثير من الجمال ثانياً..ولأن الادخنة تبعثرها الريح على الجميع …
عباس الجبوري
برلماني عراقي