"Today News": بغداد
"تفاخر ترامب سابقا في الحملة الانتخابية بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا في «24 ساعة» - على الرغم من أنه لم يقدم تفاصيل محددة حول كيفية تحقيق ذلك." بهذه الثقة التي رددها في أكثر من مناسبة وكانت تبدو عليه علامات التفاخر والغرور وكأنه يملك مفاتيح الحل ، أو انه يعرف ماهي اللعبة من وراء هذه الحرب وهو لايريد خوضها .
لقد كانت هذه التصريحات تُعري الادارة الديمقراطية في استنزاف موارد امريكا وروسيا على حد سواء اضافة للخسائر البشرية خلال السنوات الثلاث الماضية .
و لعل أُولى هذه الخطوات لايقاف الحرب بدأت اليوم 12/11 بالمكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين بوتين وترامب ، و بهذه المكالمة نستطيع القول أنها عودة للمحادثات المباشرة بين البلدين ،وهي امر ايجابي جدا بالنسبة لروسيا ومقلقا لاوكرانيا واوربا .
وكما هو معلوم فإن المحادثات الهاتفية لم تعد محادثات شكلية او مجاملة وان كانت تهنئة بالفوز بالانتخابات ،وهذه المحادثة لم تكن الا اولى خطوات العمل فبحسب الصحف الامريكية التي نقلت الخبر فإنَّ ترامب طلب من بوتين عدم التصعيد في الحرب (وكأنه يقوله اصبر حتى يوم التنصيب لنبدأ اجراءات وقف هذه الحرب العبثية الاستنزافية) .
وبدا ترامب في هذه المكالمة أكثر نضجاً وتحملاً للمسؤولية حيث أوضح لبوتين خطر هذه الحرب مع وجود قوات امريكية كبيرة في اوربا وعليه ضبط النفس ،
بهذه الكلمات أصبح ترامب طرفاً محايداً على خلاف الادارة الامريكية الديمقراطية التي امدت في زمن هذه الحرب لتخفي معالم جرائم كثيرة كانت اوكرانيا مسرحاً لها ..
ان استطاع بوتين ضبط النفس ، ولجم ترامب زيلنسكي من عدم المغامرة في الوقت الضائع فإننا نستطيع القول ان صفقة ما سيعرضها ترامب على طريقته للطرفين ، فهو لن يمن الرئيس الاوكراني دولاراً واحداً، أو أسلحة مجانية حال مجيئه ، ولن تستطيع ادارة بايدن اتخاذ قرار مصيري دون مشاورة الرئيس المنتخب (هذا ما جرى عليه العرف السياسي في أمريكا) .
وكذلك لا يستطيع الناتو تقديم مساعدات جديدة دون موافقة الولايات المتحدة لا باعتبارها اكبر دولة فيه وانما يقضي النظام الداخلي الاجماع لكل الدول في القرارت التي تكون من هذا النوع مساعدات عسكرية تدريب امور لوجستية الى اخره ..
فعلى اوربا ان تتحضر للتعايش مع بوتين مرة ، ولن ينفع عرضها لترامب باستيراد غاز الولايات المتحدة بدلاً من الغاز الروسي ، فهذه الصفقة البعيدة عن التحقيق نوعاً ما غير مجدية لترامب الذي يبحث في تقليل صرفيات الولايات المتحدة الخارجية واولها هذه الحرب العبثية …
وسنتحدث عن بقية الصرفيات في حينها.