الرئيسية / (وما أدراك مالعقبة) .. سوريا والدول المؤثرة والمتأثرة

(وما أدراك مالعقبة) .. سوريا والدول المؤثرة والمتأثرة

"Today News": بغداد 

١-هنا عمان..التي لاتبعد الا مسافة ساعة واحدة تقريباً (براً )عن حدود سوريا الملتهبة..من هنا الى (اجتماع العقبة )لما بعد(الزلزال السوري) ..ليس لنا حديث الا سوريا الشام ..الذي تجاوز كل التوقعات لجهة الزمن والاسلوب والاداة والسرعة ..والحب الدفين لها.. حضر هنا الاميركان والعرب والاوروبيون والجار التركي (الخاص) وغابت ايران لعدم دعوتها ..ولكن حضر صديقاها (العراق وقطر)..المختلفان في طبعة سوريا وكمية الحروف ونوع الورق وحجم الخط..وكذلك غابت سوريا ..التي يحبها الجميع بطرق شتى ..وعيون ملونة وغير ملونة..و(بعين السخط والرضا )..
       

 ٢-تأكد في اجتماع الاردن الدور الخاص والمحوري لدول (الهم )السوري (الاردن -العراق-لبنان-السعودية-مصر-الامارات)في صناعة رؤية التعامل مع ما حدث في سوريا ..وماتطاير منها من شرر ..ولتقييد (التفرد) للسلطان العثماني الذي راح ينبش بمقابر المسلمين بحثاً عن عظام تركية هنا وهناك..

٣-حضر العراق الى العقبة ..بلا عقبة ..وليؤكد (مسؤوليته) في التعاطي الايجابي بشقيه (القلق و الاستعداد) في موضوعة سوريا التي تتدفق صورها الى العالم ..


٤-العراق طرح نظريته الواقعية (الافعال أصدق من الاقوال) ..فبرغم الرسائل (الخاصة) التي ترسل من دمشق (الجديدة) والتي تتسم بالايجابية ..لكن العراق إرتأى أن ينتظر حتى (يتبين الخيط الابيض ..) من بين السطور التي يكتبها (أصحاب اللحى والسيوف)..

٥-إنتصر الجميع الى ضرورة اشراك كل (المكونات )في العملية السياسية التي تتواجد هناك..وأعتبروه (ضمانة) لعدم التفرد والتطرف في صناعة قرارات السياسة والحرب ..

٦-إتفق الجميع على ان مايجري في سوريا (شأن داخلي) ولكنه (يؤثر ) على الاخرين في المنطقة لموقع سوريا الخاص..ومايمكن ان تتأثر به دول المنطقة ..وتلك طبيعة الاشياء ..ولأن الحضور( مؤثر و متأثر) كان لابد من الدقة في نحت الشوارع والمسؤوليات والاصطفاف..

٧-اتفق الحاضرون على العمل  الجماعي لصناعة رأي عربي (موحد ..)مدعوم من المجتمع الدولي…في طريقين (ذهاباً و أياباً) و(سلباً وايجاباً) و(ثواباً وعقاباً) على اعتبار ان القضية (عامة) في انبعاثاتها وهواجسها ووجوهها ولغاتها..

٨-الدبلوماسية هي الخيار الوحيد (الان) في التعامل مع سوريا الجديدة ..دون أن يمنع الدول من تحصين داخلها وحدودها والنوم (بعين واحدة) ..ولكي لاتلدغ من (جحر تركي) مرتين..(من قبل ومن بعد)..فقد غابت ( المصداقية ) من بين أسنان (المعازيب) الاتراك حتى أصبحت ( تهمة أو صفة) يتنادر المجتمعون بها ..وتلك خسارة على مستوى القيم والاستراتيجية ..

٩-الاتهام (الصامت) في وجه الوزير التركي القادم من أقبية المخابرات..والذي يحاول (إمتصاص) أشعة الاتهام بابتسامات باردة..
وكذلك (الاتهام الثنائي) لتركيا بين كل طرفين تكلما لوحدهما في مسؤولية إسقاط الحكم السوري..

١٠-تركيا تحاول تسويق روايتها الخاصة لما جرى ..وقطر (تثنّي) على رواية السلطان ..بشق الانفس ..بعد أن (شقت العرب) بالغاز اللاهب و حديث الجزيرة(الثاقب) ..على منبر الاخوان المسلمين القديم..
ظاهراً نجح الاجتماع الاقليمي العالمي في (طمأنة) الجوار السوري..ولكن في العمق (غاص) الجميع ليتأكد من أسرار الخليج والمتوسط .. وهم يرددون ( الانتظار طريق النجاة)..عندما تتلبد الاجواء ..وتتبعثر الاعاصير.. وتغرقنا البحار من كل الجهات ..

١١-(النموذج العراقي) هذا ماتمنته أغلبية الحاضرين في عمان ..في توزيع السلطات (حكومات ومجالس محافظات)..ومجلس نواب فدرالي وحكومة فدرالية ..وحتى الذين لم يرتاحوا للطرح فانما كان عدم رضاهم على ( المصداق وليس على الموضوع) وهذه يمكن تشتييتها في سوريا لاسباب مفهومة للجميع ..ويبقى الأمل خلف قاسيون الذي يحضن دمشق بكبرياء الجبال ..وهو يتدفق ماءً ونسائماً ودموع أحبة..هل يصل الى ساحة المرجة بوجهٍ طليق..أم مثخناً بخناجر الاخوة (المتسابقين)الى قصر المهاجرين..أم سيتناثروا على واحات سوريا ..وغاباتها ..بعد أن تغلق باب الحارة بوجه الجميع ..خشية تسلل كائنات (حية) الى بيوتها القديمة..من شقوق الحارات المجاورة..

عباس الجبوري
15-12-2024, 23:03
عودة