الرئيسية / يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم

يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم

"Today News": بغداد 


بهذه الكلمات الخالدة برز الإمام محمد الجواد (عليه السلام) كقائد إصلاحي حيث ولادته الميمونة كانت في 10 رجب عام 195 (195-220 هجري، 811- 835 ميلادي) وهو ابن الإمام علي الرضا (ع) وجده الإمام موسى الكاظم (ع)، وهو والد الإمام علي الهادي (ع) وجد الامام المهدي (ع).

وقد عاصر حكم المأمون والمعتصم العباسيين، وتميز بعلمه ومناظراته التي أثرت في الأمة، فكان نموذجًا يُحتذى به في التصدي للظلم وتوجيه الأمة نحو الإصلاح.

ومن معالم منهجه نذكر ما يأتي:

1-تبني المثل العليا لمواجهة الظلم:
أكد مسؤولية التصدي للظلم بجميع أشكاله، قائلاً:
“العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء”، بهذه الكلمات، دعا الأمة إلى رفض الظلم بكل أشكاله، سواء كان بالقول أو الفعل أو حتى الرضا.

2- تعزيز مكانة العلماء:
شدد على ضرورة دور العلماء في إصلاح الأمة رغم التحديات، مؤكدًا:
“العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم”.
رأى (ع) أن غياب الوعي وانتشار الجهل يُضعف المجتمع، ويحول دون تحقيق العدالة.

3-الحوار الممنهج للإصلاح:
برع الإمام الجواد (عليه السلام) في مناظراته مع العلماء والفقهاء، مستفيدًا من علمه العميق وحججه المقنعة. ترك أثرًا كبيرًا على القضاة والمفكرين في قصر الخلافة العباسية وخارجه.

4-تصحيح مسار الرسالة الإسلامية:
اذ عمل الإمام على تجذير القيم الإسلامية الأصيلة وترسيخ المبادئ السامية في المجتمع، فكان يدعو إلى التصدي للمنكر وتعزيز العدالة.

5-التحذير من اتباع الهوى:
حيث نبّه الإمام إلى خطورة اتباع الشهوات على الإنسان والمجتمع، قائلاً:
“من أطاع هواه أعطى عدوه مناه”.

6-الإخلاص والتقوى:
دعا الإمام إلى الالتزام بتقوى الله سرًا وعلانية، قائلا: “لا تكن ولي الله في العلانية عدوًّا له في السر”.

7- العمل بعلم ووعي:
شدد الإمام على أهمية العمل المدروس والمبني على المعرفة، قائلاً:
“من عمل على غير علم كأن ما يُفسد أكثر مما يُصلح”.

8- الإدارة المدروسة والقرارات الواعية:
ركّز الإمام على أهمية وعي القادة بمسؤولياتهم، محذرًا من عواقب القرارات غير المدروسة:

9- رفض الظلم والفساد:
بيّن الإمام أن الظلم لا يقتصر على الفاعل، بل يشمل كل من يشارك فيه، أو يرضى به، محذرًا: “العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء”.

10- مواجهة الانحراف الفكري:
تصدى الإمام للغلو والتحريف في العقيدة، مشددًا على أهمية فهم النصوص الشرعية فهمًا صحيحا بعيدًا عن الأهواء الشخصية.

-إنجازاته وتأثيره:
رغم صغر سنه، ترك الإمام الجواد (عليه السلام) إرثًا خالدًا من العلم والإصلاح، ومنها:
 أ• نشر العلم عبر 63 موقعًا لوكلائه في الدولة الإسلامية
 ب• خاض مناظرات فكرية مؤثرة مع كبار العلماء والفقهاء، خاصة في قصر المأمون.
 ج• أسس منهجًا فكريًا وسياسيًا يربط العلم بالعمل، مما أسهم في توعية الأمة وإصلاحها.

نستلهم في الذكرى المباركة لمولد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) من مواعظه وتوجيهاته  نموذجًا للإصلاح والتغيير، والاتعاظ بدروسه الخالدة في العلم والتقوى والعدل، وحريٌّ بنا أن نتبع نهجه الإصلاحي لتحقيق العدالة والتنمية في مجتمعاتنا.

            وليد الحلي
10 رجب 1446 -
11 كانون الثاني 2025
اليوم, 14:07
عودة