الرئيسية / قامات عراقية خالدة - ٢٠ .. زها حديد ألمع مهندسة معمارية في العالم

قامات عراقية خالدة - ٢٠ .. زها حديد ألمع مهندسة معمارية في العالم

"Today News": بغداد 

١٤ كانون الثاني ٢٠٢٥

الأسرة والنشأة
ولدت زها محمد حسين حديد اللهيبي (١٩٥٠ – ٢٠١٦) لأسرة موصلية أرستقراطية. فوالدها محمد حديد (١٩٠٧- ١٩٩٩) ولد محمد حديد في محلة باب السراي في الموصل لعائلة ثرية  ، إذ كان والده الحاج حسين حديد اللهيبي (١٨٦٣-١٩٥٨) من كبار تجار مدينة الموصل، وتولى رئاسة بلدية الموصل وكالة عام ١٩٢٧ لمدة سنتين ، في وقت كان ناجي شوكت متصرفاً للموصل والذي اختاره لهذا المنصب بعد وفاة رئيس البلدية السابق.
وأما والدة محمد حديد فهي من أسرة (الدباغ) التي كان لها نشاط تجاري واسع مع أوروبا ، ولها دور في العهد العثماني والملكي . وقد تولى الحاج سليم جلبي الدباغ وهو عم والدة محمد حديد ، رئاسة بلدية الموصل سنتي ١٩١٢ و١٩١٣.
تلقى محمد حديد دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس الموصل ، ثم أكمل دراسته التحضيرية في كلية      
 Junior College الملحقة بالجامعة الأميركية في بيروت حيث دخلها في العام 1924 ليتخرج منها بعد عامين. ويبدو أن طموحه العلمي قد تجاوز ما هو متاح له في العراق، فقرر أن يسافر ، بدعم وتشجيع من والده ، إلى لندن لإكمال دراسته الجامعية عام 1928 فانتسب إلى مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وهي أحد كليات جامعة لندن العريقة. وكان من أساتذته عدد من المشاهير في بريطانيا مثل كليمنت أتلي (١٨٨٣- ١٩٦٧) Clement Attlee الذي أصبح رئيساً لوزراء بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وفشل ونستون تشرشل في الانتخابات ر رغم أنه قاد انكلترا والحلفاء إلى النصر على هتلر. ومنهم السياسي والاقتصادي البريطاني هيو دالتون (١٨٨٧-١٩٦٢) ، وريتشارد تاوبي و هارولد لاسكي (١٨٩٣- ١٩٥٠) Harold Laski وغيرهم. في حزيران 1931 أنهى دراسته مع مرتبة الشرف، وكان أول عراقي تخرج من هذه الكلية. في عام ١٩٣٢ عاد إلى بغداد حيث تعين في في وزارة المالية بوظيفة مفتش مالي ، وكيلاً لمدير التجارة والاقتصاد في وزارة المالية. في عام ١٩٣٦ عُيّن وكيلاً لمدير الواردات العام.في عام ١٩٣٧ انتخب نائباً عن لواء الموصل في البرلمان العراقي ، واختير رئيساً للجنة الاقتصادية في البرلمان. في عام ١٩٤٠ انصرف إلى الأعمال الاقتصادية.
في ٥ حزيران ١٩٣٣ تزوج محمد حديد من وجيهة الصابونجي وأنجب منها ثلاثة أولاد: المعمارية الشهيرة زها حديد ، وهيثم وكان يعمل كاتبًا وخبير الشأن العربي ، فولاذ حديد.  تأثر محمد حديد بأعمال  الخبير الاقتصادي الانكليزي سيدني ويب (١٨٥٩- ١٩٤٧)   Sidney Webb، السياسي والاقتصادي البريطاني هيو دالتون (١٨٨٧-١٩٦٢) Hugh Dalton،  والاقتصادي الإنكليزي جون ماينارد كينز(١٨٨٣-١٩٤٦) John Maynard Keynes   وغيرهم من الاقتصاديين والاشتراكيين الذين كانت أفكارهم تبشر بنظام اجتماعي جديد بعد أعقاب الإمبراطورية العثمانية.
اشترك في تأسيس الحزب الوطني الديمقراطي الذي تزعمه كامل الجادرجي سنة 194٠ وانتخب نائب لرئيس الحزب. في عام ١٩٤٦ عُيّن وزيراً للمالية في حكومة نوري السعيد التاسعة ، وعهدت إليه أيضاً وكالة وزارة التموين التي تأسست ابان الحرب العالمية الثانية لتشرف على توزيع الحصة التموينية على المواطنين.
في عام ١٩٤٨ انتخب نائباً عن الموصل ، ثم انتخب نائباً لرئيس مجلس إدارة المصرف الوطني العراقي. في عام ١٩٥٠ استقال من النيابة ، وفي ١٩٥٤ انتخب نائباً عن الموصل للمرة الثالثة.
 في وشارك في الوفد العراقي للمؤتمر الآسيوي الأفريقي في القاهرة الذي عُقد في 1 كانون الثاني 1958. ومن الشخصيات التي ضمها الوفد طالب مشتاق. محمد صديق شنشل.
انتخب نائبا في مجلس النواب عن مدينة الموصل خلال السنوات 1937، 1948، 1954. كما كان من مؤسسي جريدة الأهالي منذ صدورها خلال سنة 1931 وعمل في تحريرها في الفترات المختلفة التي كانت تصدر فيها. تبنت الجريدة مُثل حزب العمل البريطاني وجذبت شخصيات أخرى مثل عبد الفتاح إبراهيم ، محمد جعفر أبو التمن وكامل الجادرجي وحكمت سليمان.
عين محمد حديد وزيرا للتموين سنة 1946 ، وكذلك وزارة الصناعة ووزارة الاعمار. وشغل يعدها منصب وزيرا للمالية ضمن التشكيل الوزاري للحكومة العراقية الأولى بعد انبثاق ثورة 14 تموز 1958حتى سنة 1960 ، حيث استقال من منصبة وعاد لمزاولة النشاط السياسي في تشكيل الحزب الديمقراطي التقدمي وإصدار جريدة البيان.
شارك في الوفد العراقي الأول الذي غادر بغداد ليلة 17 تموز 1958 إلى دمشق لمقابلة رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر.  وكان الوفد برئاسة العقيد الركن عبد السلام محمد عارف وعضوية كل من: محمد صديق شنشل. محمد حديد. عبد الجبار الجومرد. المقدم الركن محمد مجيد. الرئيس الأول الركن عبد الستار عبد اللطيف. الرئيس الأول الركن الطيار حردان عبد الغفار التكريتي.
وأثناء تمثيل الموصل في مجلس النواب، أصبح محمد حديد عضواً ريادياً في مجلس اتحاد الصناعات العراقية. وخلال زياراته إلى المملكة المتحدة، كان يطالب الصحافة بالدعوة إلى ديمقراطية برلمانية عراقية. كما عارض حديد المشاركة العراقية في منظمة الدفاع الموالية للغرب والمعروفة باسم حلف بغداد. وفي عام 1956، عندما انضمت بريطانيا إلى فرنسا وإسرائيل في مهاجمة السويس في مصر، قاد حديد جبهة الاتحاد الوطني والتي وحدت الأحزاب السياسية العراقية للمطالبة بمكافحة تعديات إسرائيل.
يقول عنه كامل الجادرجي في مذكراته:
بالرغم من أني غير متفق معه كل الاتفاق في طريقة العمل ، ولكنني أعتبره من الأشخاص النادرين في العراق بالنظر لمتانة أخلاقه ومقدرته العلمية في القضايا الاقتصادية والمالية ، ولسعة اطلاعه في الأمور الأخرى. إذ قلما تجتمع الثقافة والأخلاق في شخص مثلما اجتمعت مثلما اجتمعت في محمد حديد.
وكان محمد حديد من ضمن البورجوازية الوطنية التي سعت إلى النهوض بالصناعة العراقية. فقد أنشأ في عام ١٩٤٣ (شركة الزيوت النباتية) التي حققت نجاحاً ، وبقيت تعمل خلال فترة طويلة. وانتجت زيوت وصابون وسائل غسل اسمه (زهاء) . وبقي العراقيون لحد يطلقون اسم (زاهي) على كل سوائل غسل الصحون.
يقول عنه ولده فولاذ: في عام ١٩٩١ وصل لندن وأقام معي ، وبقي حتى وفاته يحتفظ بذهن صافي وذاكرة سليمة . في عام ١٩٩٣ أجريت له عملية استبدال الورك ، غادر بعدها إلى اسبانيا طلباً للنقاهة وهرباً من شتاء انكلترا القاسي. وهناك وافق على تدوين ذكرياته إلا أنه لم يكتب كلمة واحدة ، برغم أن كل مستلزمات الكتابة وضعت أمامه منتظرة. وبعد إلحاح من العائلة والأصدقاء عن سبب احجامه عن تدوين مذكراته ، فاتضح أنه لا ينوي أن يكتب شيئا ما دام صدام وحزب البعض في سدة الحكم. وقال إنه ليس بمقدوره أن يفي مذكراته حقها من دون الرجوع إلى مكتبته الخاصة وأوراقه الشخصية في بغداد.
في عام ١٩٩٧ وقد شارف محمد حديد على التسعين عاماً من العمر ، قرر أن يكتب مذكراته التاريخية ، إلا أنه وضع شرطاً واحداً هو ألّا تُنشر إلّا بعد وفاته. وتقرر أن يملي أفكاره على آلة تسجيل التي استغرقت سنتين .
وكان فولاذ وشقيقته وزها يحضران جلسات التسجيل ويستمعان بشغف بالغ لوالدهما يملي ذكرياته الهائلة بتلك الأحداث ، ودقة سرده وبلاغته ، تثير الاعجاب حقاً .
يضيف فولاذ: أن تبادل الآراء مع والدي بعد تلك الجلسات ، في شأن التجربة الديمقراطية في العراق ، كانت النواة الأولى التي بلورت في ذهني فكرة تأليف كتاب عن هذا الموضوع.

في هذا البيت السياسي والاقتصادي نشأت زها ، وهي تشاهد السياسيين والوزراء والنواب والشخصيات المسؤولة في العراق يترددون على المنزل ، وتسمع منهم أحاديث سياسية واجتماعية وثقافية.
كانت والدة زها تُحب الرسم وتمارسه بشكل جيد، وهي من علمتها الرسم، حيث كان لها ذوق رائع ونظرة حادة للأشكال الجميلة. وقد زرع والديها بها حب المعرفة وأهمية الدراسة والتحصيل العلمي كجواز سفر الإنسان في الحياة. فقد اعتبرتهم زها بمثابة الإنارة في حياتها، الذين وفرا لها الدعم الكبير حين اختارت دراسة العمارة في الخارج.

فولاذ حديد
فولاذ محمد حديد (١٩٣٧-٢٠١٢) هو الأخ الأكبر للمعمارية زها حديد واخيه هيثم حديد ، تخصص بالمحاسبة لكنه أسهم في تحرير مذكرات والده .
ولد فولاذ في بغداد ، وهو ابن الاقتصادي العراقي ووزير الدولة والمدافع عن الديمقراطية محمد حديد  ، وكانت والدته وجيهة الصابونجي فنانة من الموصل. وكان والده عضوًا مؤسسًا في الحزب الوطني الديمقراطي العراقي، وقد تأثر فولاذ حديد بشدة بآراء والده السياسية حيث نشأ في أسرة كان أعضاء بارزون آخرون في الحزب يزورونها بانتظام.
التحق بكلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر من عام 1947 إلى عام 1956 قبل دراسة القانون في كلية المسيح في جامعة كامبردج ، ثم درس إدارة الأعمال في جامعة هارفارد بأمريكا ، وأصبح زميلًا في معهد المحاسبين القانونيين . افتتح مكتباً لشركة المحاسبة  إرنست و يونغ Ernst & Young  في بيروت ، وأصبح شريكًا في بيت، مارويك وميتشل Marwick & Mitchell . التقى بزوجته ( لالا كنزة علوي) المغربية أثناء عملهما في واشنطن العاصمة. ابنتهما تالا حديد رسامة وصانعة أفلام حائزة على جوائز. قسمت الأسرة وقتها بين أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط. كان فولاذ حديد رياضيًا متحمسًا ولعب الجولف وكان زائرًا منتظمًا في المقصورة الملكية في ويمبلدون.
عند تقاعده، تم تقديم حديد إلى كلية سانت أنتوني Sant Antony من قبل صديقه الصحفي البريطاني اليهودي باتريك سيل (١٩٣٠- ٢٠١٤) ،  وانتخب عضوًا مشاركًا أول لتمكينه من تحرير ونشر )مذكراتي( في عام 2006 مذكرات والده محمد حديد . تم الترحيب بالكتاب باعتباره أحد أهم المذكرات السياسية العربية في السنوات الأخيرة. قبل سنوات من الربيع العربي، كان حديد يعتقد أنه في يوم من الأيام سوف ينهض الشعب العربي ويطالب بالحرية السياسية. (لقد أدان الإمبريالية الأوروبية والهيمنة الأمريكية والحكومات العربية الاستبدادية على قدم المساواة في حرمان الشعب العربي من تطلعاته المشروعة).  بعد قبوله للقراءة للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة أكسفورد، بدأ العمل على أطروحته، (تاريخ حركة الديمقراطية في العراق في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي). ومع ذلك، أنهى العمل بدلاً من ذلك في كتابه التالي (لحظة العراق الديمقراطية) ، الذي نُشر بعد وفاته في ٢٩ كانون الأول 2012. تلقى نسخة مسبقة على سريره في المستشفى.
خلال السنوات الاثنتي عشرة التي قضاها فولاذ في سانت أنتوني، جمع الأموال لإنشاء جائزة سنوية لدعم طلاب الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط، وهي منحة حديد. بناءً على اقتراحه، صممت شقيقته زها حديد مبنى جديداً كبيراً لمركز الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، ساعد مديرة الكلية مارغريت ماكميلان  في تأمين التمويل الذي سمح للكلية ببدء مجمع مباني متحول، والذي اكتمل في عام 2013. لخدماته للكلية، تم انتخاب فولاذ حديد لزمالة فخرية في عام 2004، وتم تسمية غرفة فولاذ حديد، غرفة اجتماعات الكلية، على شرفه
توفي فولاذ حديد بعد مرض قصير ،  وخلفه زوجته وابنته تالا وابنه نيك ويليامز وشقيقه الأكبر هيثم حديد وشقيقته زها حديد ، التي توفيت لاحقًا في عام 2016. دفن مع والده وشقيقته في مقبرة بروكوود.

الدراسة
ولدت زها في بغداد في ٣١ آذار ١٩٥٠ ، ودرست في مدارس الراهبات المسيحية الأهلية الابتدائية والمتوسطة والإعدادية. تقول عن تلك الفترة: كنت فتاة مسلمة في الدير، وهناك فتيات يهوديات، كنا ملتزمات بالذهاب إلى الكنيسة، والصلاة بها، وعند عودتها إلى المنزل كانت تسأل والدها، لماذا لا نصلي مثلهم، وما كان من والدها إلا أن أخبرها بأننا لسنا مسيحيين، وبالتالي، ليس عليهم الذهاب إلى الكنيسة. وقد أشارت حديد إلى أنها تلقت تربية عصرية في العراق، واستفادت من تربية والديها المُستنيرة لها ولدعمهما غير المشروط، وأنهما كانا المُلهمين الكبيرين لها. إضافة إلى أن حماسهما وتشجيعهما هو ما أيقظ طموحها وأعطاها ثقة كبيرة في نفسها.
في سن السادسة من عمرها، اصطحبها والداها إلى معرض هندسي خاص بالمعمار الانكليزي فرانك لويد رايت (١٨٦٧- ١٩٥٩) Frank Lloyd Wright في دار الأوبرا ببغداد، ووقتها كانت قد انبهرت كثيرًا بالأشكال التي شاهدتها. وفي سن الحادية عشر، حددت زها اهتماماتها لتصبح معمارية، فقامت بتصميم ديكور غرفتها، وكانت تراقب التصميمات المعمارية للمباني.
بدأ اهتمام زها حديد بالهندسة المعمارية عندما ذهبت مع أسرتها في رحلة لزيارة آثار الحضارة السومرية في جنوب العراق، والتي تعتبر أقدم حضارة عرفتها البشرية. تقول زهاء في لقاء مع جريدة الغارديان: «اصطحبنا أبي لزيارة المدن السومرية، وقد ذهبنا بالقارب وبعدها استكملنا بقارب أصغر مصنوع من حِزَم القصب. ظل جمال المناظر الطبيعية هناك، من رمال، وماء، وطيور، ومباني وناس، عالقًا في ذاكرتي منذ تلك اللحظة. أنا أحاول اكتشاف، أو اختراع، طراز معماري وأشكال من التخطيط العمراني يكون لها التأثير نفسه، لكن بصورة أكثر عصرية.
في عام ١٩٦٨ سافرت إلى لبنان ودخلت الجامعة الأمريكية في بيروت ، وحصلت على البكالوريوس في الرياضيات عام ١٩٧١.  
وذاع صيتها في الأوساط المعمارية الغربية، حيث درست العمارة في الجمعية المعمارية في لندن في الفترة من 1972 حتى 1977، حيث مُنحت شهادة الدبلوم.
ثم نهاية عام 1979، استقالت زها من المكتب، وأنشأت مكتبها المعماري الخاص في لندن باسم   “Zaha Hadid Architects” إذ حصلت على الجنسية البريطانية… كان يومها غرفة صغيرة يشتغل فيها أربعة أشخاص، ليضم اليوم عدة مبان، يشتغل فيها أكثر من 400 شخص.
تلك كانت الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل، التي انتهت بتنفيذ نحو 950 مشروعا من تصميمها في 44 دولة بالعالم، من بينها المغرب، الذي قاربت فيه أشغال المسرح الكبير بالرباط، الذي صممته زها، من الانتهاء.

حياتها العملية
تميزت زها حديد بنشاط أكاديمي واضح منذ بداية حياتها العملية، فقد بدأت التدريس في الجمعية المعمارية Architectural Association .  وكانت بداية نشاطها المعماري في مكتب المعماري الهولندي الشهير ريم كولاس Rem Koolass  وإليا زنجليس مكتب أو أم إيه OMA، ثم أنشأت مكتبها الخاص في لندن عام 1979، ليبدأ صيتها بالانتشار حول العالم بمشروعات خرجت عن المألوف مثل مشروع نادي الذروة في هونغ كونغ عام 1983، ومشروع دار كارديف باي Cardiff Bay  للأوبرا في ويلز ببريطانيا عام 1994.
أقامت زها حديد العديد من المعارض الدولية لأعمالها الفنية تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات الفنية. وقد بدأتها بمعرض كبير في الجمعية المعمارية بلندن عام  ١٩٨٨.  كما أقامت مجموعة من المعارض الأخرى الكبيرة في متحف جوجنهايم  Guggenheim Bilbao بنيويورك عام 1978 ومعرض GA Gallery بطوكيو عام 1985 ومتحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988، وقسم الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد عام 1994، وصالة الانتظار في المحطة المركزية الكبرى بنيويورك عام 1995. كما شكلت أعمال زها حديد جزءًا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت.
في عام 1994، عُينت أستاذة في منصب كينزو تاجيه، في مدرسة التصميم التابعة لجامعة هارفارد وفي كلية الهندسة في جامعة إلينوي في شيكاغو وجامعة كولومبيا وجامعة الفنون التطبيقية في فيينا، ومنصب سوليفان في جامعة شيكاغو بمدرسة العمارة بوصفها أستاذ زائر. كما شغلت منصب أستاذ زائر في جامعة ييلYale  . وقامت بإلقاء سلسلة من المحاضرات في أماكن كثيرة من العالم، وكانت عضو شرفي في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الأمريكية للمعماريين.

أسلوبها المعماري
تأثرت زها تأثرًا كبيرًا بأعمال المعماري البرازيلي أوسكار نيماير (١٩٠٧- ٢٠١٢) Oscar Niemeyer، وخاصة إحساسه بالمساحة، فضلًا عن موهبته الفذة. حيث أن أعماله كانت قد ألهمتها وشجعتها على إبداع أسلوبها الخاص، مقتدية ببحثه على الانسيابية في كل الأشكال.
تميزت أعمال زها حديد باتجاه معماري واضح في جميع أعمالها وهو الاتجاه المعروف باسم التفكيكية أو التهديمية، وهو اتجاه ينطوي على تعقيد عال وهندسة غير منتظمة، كما أنها كانت تستخدم الحديد في تصاميمها بحيث يتحمل درجات كبيرة من أحمال الشد والضغط، مما مكَّنها من تنفيذ تشكيلات حرة وجريئة. كما تميزت أيضًا بأعمالها المعمارية ذات الكمونية في الطاقة، إضافة إلى عراقة أعمالها وأصالتها، حيث الديناميكية العالية. لعبت زها حديد دورًا فعالًا في تغيير مفهوم العمارة في العالم. وأسهمت حديد في خلق عالم أفضل عبر تصاميمها الراقية للأبنية، وقد عدت تصاميمها فريدة من نوعها، وكأنها تنتمي إلى عالمِ الخيال في كوكب آخر.
وقد ظهر هذا الاتجاه في عام 1971، ويُعد من أهم الحركات المعمارية التي ظهرت في القرن العشرين. ويدعو هذا الاتجاه بصفة عامة إلى هدم كل أسس الهندسة الإقليديسة، المنسوبة إلى عالم الرياضيات اليوناني إقليدس، من خلال تفكيك المنشآت إلى أجزاء. ورغم الاختلاف والتناقض القائم بين رواد هذا الاتجاه، إلا أنهم يتفقون في أمر جوهري وهو الاختلاف عن كل ما هو مألوف وتقليدي.
وكانت زها ترى أن تصاميمها تتفاعل مع المدينة وتمنح الناس مكانًا يتواصلون فيه، حيث قالت أن المتابعين لأعمالي يعرفون أن خلق أماكن عامة يمكن للناس استعمالها بحرية، كما تسمح للمدينة بأن تنساب بطريقة سلسة وسهلة. وما ميز هذه التصاميم أنها اتخذت اتجاهًا معماريًا واضحًا يتكئ على خلفية فنية وفلسفية، لذلك فكانت تجنح لما هو تخييلي وتجريدي. ووفقًا لتصنيف جينكز لعمارة التفكيك، فإن أعمال زها حديد تقع ضمن الاتجاه البنائي الحديث، وقد ارتبط هذا الاتجاه أيضا بأعمال ريم كولهاس. وتتلخص رؤيتهم في أنها تقوم على دعامات عجيبة ومائلة وتتمتع بالانسيابية والتفكيك في تحدي الجاذبية الأرضية من خلال الإصرار على الأسقف والكمرات الطائرة، مع التأكيد على ديناميكية التشكيل، حتى أنه أُطلق على أعمال زها حديد اسم التجريد الديناميكي.
أهم الافكار المعمارية وفلسفتها التصميمية :
كان لزها حديد أسلوب خاص بها في التصميم المعمارى وفلسفة تصميمية فريدة من نوعها ومختلفة عن أي مصمم اخر ، فكان لمبانيها عدة خصائص تميز أسلوبها وتصميماتها عن باقي المباني وهى :
– المتانة ، كانت أهم ما يميز مباني حديد فكانت زها تستخدم الحديد في مبانيها ، الذي كان يعطى تحملاً اكبر للشد والضغط والأحمال ، ويعطي مجالاً اكبر لتكوين تشكيلات اكثر حرية ومعقدة أحيانا.
– كانت أيضا معظم تصميماتها تتميز بالانسيابية وكثرة المنحنيات المتناغمة مع بعضها.
– كانت تصميمات زها حديد تمتاز بالخيال حتى ان البعض كان يراها مستحيلة او غير قابلة للتنفيذ  ولكن كل تصميمات زها حديد تم تنفيذها واستطاعت زها ان تثبت أنها ليست مستحيلة.

عمارة خيالية
الخيال والمثالية هو ما يُميز تصميمات زها حديد، والتي يدعي البعض أنها غير قابلة للتنفيذ، حيث أن أبنيتها تقوم على دعامات عجيبة ومائلة، ويؤكد بعض النقاد أن هذه التصميمات تطغى عليها حالة من الصرامة.
بينما فندت عمليًا المعمارية العراقية اتهامات بعض النقاد بأنها مهندسة قرطاس، أي يصعب تنفيذ تصميماتها، بعد اكتمال تشييد متحف العلوم في فولفسبورغ Wolfsburg شمال ألمانيا، الذي اُفتتح في تشرين الثاني 2005، والذي يؤكد على أن مقولة مهندسة ورق ليس إلا ادعاءً كاذبًا من معماريين يعيشون مع الماضي؛ لأن كل الذي وضعته على شاشة حاسوبها استطاع الآخرون تنفيذه، كما أورد موقع الشرقية.
وقال أحد النقاد عنها: جميع تصميماتها في حركة سائبة لا تحددها خطوط عمودية أو أفقية، أنها ليست عمارة المرأة؛ فهي فنانة مرهفة، تُقدم ما تشعر به من تأثير التطور التقني والفني في جميع اتجاهاته في عالم أصبح قرية صغيرة.
وقال الناقد المعماري الألماني أندرياس روبي (١٩٦٦ -) Andreas Ruby عن إبداعاتها وتصاميمها (أن مشاريع زها حديد تُشبه سفن الفضاء، التي تسبح دون تأثير الجاذبية في فضاء مترامي الأطراف، لا فيها جزء عالٍ ولا منخفض، ولا وجه ولا ظهر، فهي مباني تظهر وكأنها في حركة انسيابية في الفضاء المحيط ومن مرحلة الفكرة الأولية لمشاريع زها إلى مرحلة التنفيذ؛ تقترب سفينة الفضاء إلى سطح الأرض، وفي استقرارها تُعتبر أكبر عملية مناورة في مجال العمارة). كما وصفها شريكها المهندس المعماري الألماني باتريك شوماخر (١٩٦١- ) Patrik Schumacher بأنها كانت (صرخة فيما قدمته، منذ عقدين من الزمن، من أعمال في مجالي الرسم أو العمارة).

 أشهر أعمالها المعمارية
أنجزت زها حديد العديد من المشروعات التي أوصلتها بجدارة إلى الساحة العالمية، وقد فازت في مسابقات معمارية عديدة. ومن أهم هذه المشروعات التي نُفِّذَت محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، متحف الفن الحديث في مدينة سينسيناتي بأمريكا، ومركز الفنون الحديثة في روما، معرض منطقة العقل في الألفية بلندن، المركز الثقافي في أذربيجان وجسر الشيخ زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة، محطة لقطار الأنفاق في ستراسبورج، المركز العلمي في فولسبورغ، محطة البواخر في سالرينو، مركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومبنى بي إم دبليو المركزي، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو. وتظل هُناك عدة مشاريع لم تُكملها المهندسة المعمارية مثل أوبرا دبي والاستاد الوطني الجديد في اليابان والمبنى العائم بدبي ومركز الثقافة باليابان والمسرح الكبير في مدينة الرباط بالمغرب ومتحف غوغنهايم والإرميتاج ومحطة وأبراج الحجر بالقاهرة وبرج النيل والقاهرة إكسبو سيتي.

-محطة إطفاء الحريق فيترا بألمانيا (1991 – 1993)
تُعد محطة فيترا ويل أم رين من الأعمال الأولى التي أنجزتها زها حديد وساهمت بشكل كبير في تحقيق شهرتها العالمية.  وقد قُوبلت بانتقادات شديدة ووُصف التصميم بالقبح، حتى أنه لا يحتوي على نافذة واحدة. ويعرض تصميم المحطة أسلوبها في استخدام الإنشاءات المضلعة والمثلثة الشكل، والشق خلال الفراغ وخلق الإحساس بالحركة طوال الوقت. وقد وُصف المبنى في الوسط المعماري، كتعبير عن إنشاء كامل يُشبه مطافئ جاهزة يُمكنها أن تنفجر في أي لحظة. وقد بُنيت المحطة في الفترة من 1991 إلى 1993 بألمانيا. وتعتز حديد بتصميمها لهذه المحطة، لأنها كانت أول مبنى لها. مُعتبرة رولف فيهلبام رئيس المحطة راعيًا حقيقيًا، عندما امتلك الشجاعة على منحها تلك الفرصة دون أن يرى أي سجل لها من الأعمال، ودون التيقن من مدى نجاحها الشعبي. وقالت زها حديد عن هذه المحطة (يعمل مبنانا مثل الطربوش، يغطي الموقع ويعطيه تعريفًا. ولكن عندما تتحرك خلال المبنى، فإنه يبدو كما لو كان جهاز عرض. لقد تم تصميمه لكي تدرك التغيرات الفراغية والحسية بالكامل بينما تتحرك عبر المناطق المختلفة للحيز).

-مركز روزنثال للفن المعاصر في سينسيناتي
أُنشئ مركز الفنون الحديثة  Contemporary Arts Centre في مدينة سينسيناتي Cincinnati عام 1993، وهو واحد من أقدم المؤسسات التي تعني بالفنون المرئية في الولايات المتحدة. وفي عام 1997، فازت حديد في مسابقة لتصميم المبنى الجديد للمركز في وسط الحي التجاري بمدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو بأمريكا، حيث يُعد أول بناء لها في أمريكا. وعُدَّ تصميم هذا المبنى من أول التصاميم التي اعتمدت الطريقة التفكيكية، حيث أن تصميم البناء بتلك الطريقة والنمط لم يكن معهودًا في ذلك الزمان، وقد لاقى انتقادًا واسع النطاق، إلا أنه في نهاية الأمر قد تم اعتماده، وقد اكتمل إنشاءه عام 2003.
يُوحي المبنى من الخارج بأنه بناء تقليدي، فهو يتكون من ستة طوابق إضافية للقبو، ضمن تقاطع في مركز مدينة سينسيناتي. وهو مبنى ذو لون أبيض مائل للرمادي ومنتصفه ذو لون أسود مع بروزه قليلًا لتحسبه وكأنه قطعة معلقة غير متصلة بالمركز ومستقلة بذاتها. ويُوفر المبنى الجديد فراغات للعرض المؤقت وهو ليس معرضًا دائمًا. ويتضمن برنامج المشروع بجانب فراغات العرض قاعات للمحاضرات ومكاتب لعرض التحف والفنون ومناطق إعداد المعروضات ومتجرًا للهدايا ومقهى ومناطق عامة. وقد وُزعت الفراغات على هذه الأدوار التي ترتبط مع بعضها من خلال عناصر الحركة الرأسية المكونة من سلم رئيسي يتحرك في قلب المبنى من خلال منظومة فراغية ثلاثية الأبعاد تتناوب على جوانبه مناطق مقفلة ومفتوحة، وتبدو أجنحة العرض كما لو أنه تم قطع من كتلة خرسانية واحدة وهي تطفو فوق فراغ البهو الرئيسي. وتتشابك أجنحة العرض مثل القطع المخرمة الثلاثية الأبعاد المصنوعة من المصمت والمفرغ. تتميز قاعات العروض بأنها ذات أحجام متعددة وأشكال مختلفة، بأسقف ونوافذ زجاجية تطفي نوعًا من الجمال الفني، الذي يسمح باختراق الأضواء لها ليلًا.

- محطة قطار ستراسبورج ألمانيا (1998- 2001)
قامت مدينة ستراسبورغ بعمل خط مترو جديد يهدف إلى تشجيع الناس على ترك سياراتهم الخاصة خارج المدينة في مواقف صُمّمت لذلك، واستخدام المترو للوصول إلى المناطق المختلفة داخل المدينة. وكان الخط رقم B، الذي يجري من الشمال إلى الجنوب جزءًا من هذه الخطة. وقد دُعيت حديد عام 1998 إلى تصميم محطة المترو وموقف يسع 800 سيارة شمال خط المترو. وقد انتهى المشروع في كانون الأول 2001. وتحتوي المحطة على فراغ انتظار رئيسي ومخزن للدراجات ودورات مياه ومحال تجارية، بينما قُسّم موقف السيارات إلى جزئين. وقد اعتمدت الفكرة الأساسية للتصميم على تجميع مجموعة من الخطوط لتتحد في تكوين واحد، وهي عبارة عن نماذج الحركة المختلفة من السيارات والمترو والدراجات والمشاة. عمل هذا الإحساس ثلاثي الأبعاد على تحسين معالجة الفراغ، حيث أن فكرة الخطوط تستمر في خطوط الإضاءة في السقف. وبشكل عام، فإن الفكرة تعمل على خلق فراغ نشيط وجذاب.

-معرض العقل بقبة الألفية في لندن
 منطقة أو قاعة العقل هي واحدة من أربعين قاعة العرض الفردية بقبة الألفية Millennium Dome، التي بُنيت في لندن بمناسبة دخول الألفية الثالثة عام 2000. قامت حديد بتصميم كل العناصر الخاصة بهذه المنطقة، والتي تشرح بدورها عمل العقل البشري. ويُوحي التصميم بطريقة عمل العقل، حيث تتداخل القطاعات الإنشائية الثلاثية المستخدمة في تنفيذ المنطقة مع بعضها ثم تنفتح لكي تخلق سطحًا مستمرًا، يسمح برحلة إنسانية عبر الفراغ، ويعرض محتوى المعرض وإنشاء العرض كفكرة واحدة. وتُوضح عناصر الثلاثة الوظائف العقلية، حيث المدخلات وعملية التفكير والناتج، من خلال رؤية منظورية وبصرية ومعروضات توضيحية ونحت، وأجهزة حاسب آلي ووسائل سمعية بصرية وعناصر تفاعلية.
فيتكامل المعرض مع محتواه باستخدام مواد مصنعة، حيث صُنعت الجدران والأرضية والسقف من الزجاج مع إنشاء مشهد مصنوع من الألمنيوم يشبه قرص العسل.

- منصة التزحلق في إنسبروك (1999 – 2002) بالنمسا
في كانون الأول عام 1999، فازت زها حديد بالمسابقة العالمية لمنصة التزحلق الجديدة في جبل بيرغيزل في إنسبروك Innsbruck  وقد تم افتتاحه عام 2002.  ويُعد هذا المشروع علامة مميزة في المدينة وأحد أهم المعالم السياحية المهمة بها. وهو جزء من مشروع تجديد حلبة الأولمبياد، التي لم تُعد تتوافق مع المقاييس الدولية. وكانت المنصة موجودة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث كانت تُقام فيها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. إلا أن الرغبة في تجديدها لتُصبح منصة جديدة مختلفة تمامًا عن سابقتها. ويحتوي المبنى خليطًا من التجهيزات الرياضية العالمية ومقهى ومطعم وشرفة للرؤية. وتتحد هذه العناصر المختلفة في تكوين واحد جديد، يتمتع بانسيابية عالية ويتناغم مع طبقات الأرض التي شُيدت عليها. يمتد على ميول الأرض لأعلى قمة الجبل، وعلى طول حوالي 90 مترًا وارتفاع 50 مترًا. إنشائيًا، ينقسم المبنى إلى برج خرساني رأسي وإنشاء فراغي من الحديد. ويُوجد مصعدان بنوافذ زجاجية لنقل الزائرين إلى المقهى الموجود على ارتفاع 40 مترًا فوق ظهر جبل بيرجسيل. ومن هذا الارتفاع، بالإمكان التمتع بجبال الألب المحيطة وكذلك، مُشاهدة المتزحلقين على الثلج وهم يطيرون فوق خط سماء المدينة.

- قاعة عرض في حديقة بألمانيا 1999
تم تصميم المشروع كفراغ عرض في مهرجان الحديقة في مدينة فايل أم رين Weil am Rhein الواقع على نهر الراي بألمانيا عام 1999. الفراغات الرئيسية للمشروع عبارة عن قاعة عرض ومقهى، حيث تمتد عبر الممرات وتسمح بدخول أشعة الشمس وتُوفر لمن بالداخل فرصة الاتصال بالخارج عبر الجدران الزجاجية. وتخفي الحجرات الثانوية في عمق المبنى، كما أن الشرفة عبارة عن حيز مُغطى يقع جنوب المقهى.

- مركز فاينو للعلوم (2000 – 2005)
مركز فاينو للعلوم هو أحد أعمال المعمارية زها حديد، ويقع في فولفسبورغ بألمانيا، وقد اكتمل بنائه في 2005. في شهر كانون الثاني/يناير عام 2000، منحت هيئة تحكيم عالمية الجائزة الأولى لزها حديد في مسابقة لتصميم مركز العلوم في فولفسبورغ بألمانيا، على أرض مساحتها 12 ألف مترًا مربعًا، وهو من أوائل المراكز العلمية في ألمانيا والذي يتصف مبناه بذلك التصميم الفريد والحديث من نوعه.[59]
ويُعد هو المركز الأول من نوعه في ألمانيا، ويبدو كشيء غامض يدفع للفضول والاكتشاف؛ فهو مشروع جمع بين الكلاسيكي والتعقيد الهندسي، وفي الوقت ذاته التصميم الجريء واعتماد المواد الاصلية، حيث تم رفع المبنى برمته على أعمدة، مما جعله يسمح للمرور العام من تحته. ويتفاجأ الزائر بكثير من التعقيد والغرابة حول ماهية البناء ذي النظام الإنشائي المميز، فهو يحتوي على سلسلة من عدة أبنية ثقافية منفصلة عن بعضها البعض، كان قد صمم بعضها سابقًا المهندس الفنلندي الشهير ألفار آلتو، حتى جاءت حديد لتستكمل مشوار الحداثة وتعطي أسلوب ونمط جديد من التطوير.

- مشروع محطة البواخر في ساليرنو 2000  بايطاليا
فازت زها حديد بتصميم محطة البواخر في ساليرنو Salerno بجنوب إيطاليا عام 2000. وتُعد بمثابة تكوين بصري وتشكيلي وانتقالي بين الأرض والبحر، مثل علامة تشكيلية تذوب فيها اليابسة داخل الماء. جاء تصميم محطة البواخر بوصفه قطعة نادرة مستخرجة من البحر. تعكس علاقة ترابطية بين المدينة والماء، والذي جعلها بدوره تحفة فنية رائعة بين اليابسة والماء في رصيف الميناء التجاري للمدينة المرتبط مباشرة ببناء ساحة الحرية والواجهة البحرية. وهي تشبه المحارة في شكلها، واستخدمت في تصميمها هياكل قشرية وذات محيط ناعم كما الباخرة تمامًا بانحناءاتها وتداخلاتها. يُعد سقفها ذو أعصاب ممتدة للحماية من أشعة الشمس الشديدة. تعمل الطبوغرافيا المائية على تكوين فراغات مختلفة، كما تمد برؤية واضحة من زوايا مختلفة. وقد نحتت الأرض كتل ناعمة وممرات مائلة. وتقود كل هذه المساحة الراكبين بوضوح عبر المبنى، وتعمل فكرة الإضاءة في مستوى آخر أيضًا. فمن الخارج، تُأثر كما لو كان منزلًا خفيفًا على الميناء. تتكون المحطة من ثلاثة عناصر متداخلة. يُوجد عدد من المقرات لإدارة المحطة في أعلاها وحولها، ومحطة للمعدات ومحطة لقوارب النزهة.

- مبنى بي إم دبليو (2001 – 2005(
مبنى بي إم دبليو المركزي هو أحد أعمال حديد المعمارية في القسم الشمالي من مدينة لايبزيغ بألمانيا. فازت حديد بتصميمه عام 2001، وتمت البدء في عملية البناء عام 2003 إلى أن اكتمل بنائه في 2005. جاء تصميم المبنى على أنه يُمكن أن تزداد مساحته مستقبلًا بشكل أفقي، نظرًا لاحتوائه على فراغات بين أقسامه قابلة للإنشاء. يتكون المبنى من ثلاث أقسام مختلفة ومنفصلة عن بعضها البعض، لا يربط بينها سوى ممرات لها وظيفة معينة عند إتمام الإنشاء. وتم تصميم كل قسم ليلعب دورًا مخصصًا في عملية الإنتاج وتصنيع السيارات الخاصة بالشركة. البناء الأول عبارة عن قسم مخصص لتصنيع هياكل السيارات؛ والقسم الثاني ورشة متخصصة في طلاء السيارات؛ أما القسم الثالث فهو مكان لتجميع السيارات.
- مركز حيدر علييف في باكو (2006 – 2013(
مركز حيدر علييف هو أحد المراكز الثقافية المشهورة عالميًا، وقد قامت بتصميمه المعمارية زها حديد، ويقع في باكو عاصمة بأذربيجان. وقد تم افتتاحه عام 2013 بعد أن دامت أعمال التشييد والبناء حوالي سبع سنوات.[86] وقد عمل المركز على تغيير أنماط ومفاهيم التصاميم العمرانية في أذربيجان. أسلوب مركز حيدر علييف الثقافي مختلف بشكل كامل عن باقي الأبنية المحيطة به والموجودة في المدينة. وأبرزت حديد عبر تصميمها انحناءات شبيهة إلى حد ما بأمواج البحر العالية، والتي تأتي بشكل متتالي لتعطي انسيابية مذهلة ابتداءًا من الساحة خارج البناء، وانتهاءًا بسقف البناء الذي يلتقي مع أرضه في نقطة محددة؛ فهو لا يحتوي على أبواب أو أسوار، بل هو مجرد امتداد للبيئة من حوله، بوصفه كومة رمل على الشاطئ تجرفها الأمواج بكل انسيابية. ويُعطي صورة حضارية للدولة خاصة أنه يحمل اسم رئيس أذربيجان السابق حيدر علييف، حيث أراد ابنه إلهام علييف، رئيس أذربيجان الحالي، بناء صرح تذكاري لتخليد والده الذي سبقه في الحكم. تبلغ المساحة الكلية للمركز حوالي 100 ألف مترًا مربعًا، ويحوي على موقف ضخم للسيارات مكون من أربع طوابق، بالإضافة إلى إشرافه على مناطق طبيعية مميزة، يسندل على أحد جدرانه الخارجية شلال صناعي ليعطي نوعًا من السكينة للزائرين. ويوجد بداخله مجموعة من المسابح ومركز للمؤتمرات ومكتبة كبيرة، حيث تتداخل جميعها ضمن فضاء داخلي مفتوح النطاق ولا يعترض طريقها شيء.
ونالت زها حديد جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014 عن هذا المركز،[88] وعُدَّت حديد أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى في هذه المسابقة.[89] وصرحت حديد أن باكو لم تبخل عن هذا المشروع بشيء، فالميزانية كانت مفتوحة، وهذا بدوره يلعب دورًا هامًا، وعلى الأغلب لن يكون قي صالح العمل. وقد قالت عنه:
   
يختزل هذا المركز خبرة 30 عامًا من الأبحاث، وكانت ثمرتها بناية مدنية ثقافية وملهمة في الوقت ذاته. بناية تتفاعل مع المدينة، وتمنح الناس مكانًا يتواصلون فيه. فالذين يتابعون أعمالي يعرفون أن خلق أماكن عامة يُمكْن الناس من استعمالها بحرية، كما تسمح للمدينة بأن تنساب بطريقة سلسة وسهلة، مهم بالنسبة لي، لأنها تربط كل شيء ببعض. أؤمن أيضا بأنه علينا الاستثمار في هذه الأماكن العامة سواء كانت فضاءات أو بنايات، لأنها عنصر حيوي لحياة مدينية غنية. في مدينة باكو، على سبيل المثال، تنساب المساحة الخارجية حول نفسها لتحديد سلسلة من الأماكن العامة بالداخل، وبذلك يدخل النسيج المديني للعاصمة إلى كل جزء أو ركن في المركز. يمكنك اعتبار البناية منظرًا طبيعيًا، أو على الأصح منظرًا هندسيًا، يُلامس الأرض ويتمدد منها من دون أن يقف أي شيء في وجهه. فبالداخل مثلًا، هناك أماكن مترابطة من دون أي شي يعترضها، وهذه كانت الفكرة النظرية منذ البداية وجرى تنفيذها بنجاح.  


- جسر الشيخ زايد (2007 – 2010)
في عام 1967، تم بناء جسر من الحديد لربط مدينة أبوظبي، المقامة على جزيرة، باليابسة؛ وفي السبعينات تم بناء الجسر الثاني لربط الجزء الجنوبي من الجزيرة. ويرجع بناء كل من الجسرين إلى اعتماد مجتمع الإمارات، بشكل كبير، على استخدام السيارة، والذي يتطلب بدوره طريقًا جديدًا حول شاطئ الخليج الجنوبي لربط الإمارات بعضها ببعض. وفي 1997، فازت زها حديد في مسابقة تصميم لجسر الشيخ زايد، وهو جسر قوسي. وسُمي نسبة إلى مؤسس البلاد زايد بن سلطان آل نهيان. وتبدو الفكرة التصميمية للجسر في تجميع مجموعة من جدائل الإنشاء في شاطئ واحد، وهي ترتفع وتندفع فوق القناة. والجسر عبارة عن منحنى يُشبه شكل الموجة. ويرتفع العقد الأساسي للجسر حوالي 60 مترًا فوق مستوى الماء ويصل إلى 20 مترًا في النهاية، ويبلغ طوله 842 مترًا.
وتُعد اليابسة بمثابة منصة الانطلاق لإنشاء الجسر. وظهر الطريق معلق بشكل كابولي في كل جانب من الإنشاء الأساسي له. وترتفع عقود من الحديد من أعمدة خرسانية بشكل غير متماثل في اتجاه طول الطريق بين ظهر الطريق في اتجاه اليابسة وقنوات الملاحة، وينزلق العمود الفقري للطريق وينزاح من الشاطئ خلال موقع الفراغ المركزي.

-مبنى البنك المركزي العراقي في بغداد
هو برج مكون من 38 طابقًا بارتفاع 172متراً فوق مستوى سطح الأرض، ومقر البنك المركزي العراقي الجديد ، يقع على ضفاف نهر دجلة في حي الجادرية بغداد العراق.
الوصف
أقيم البرج على مساحة 19,000 م2 ويتكون من 38 طابق منها 3 تحت مستوى الأرض و35 طابقاً فوق مستوى سطح الأرض وبارتفاع 172 متر، صمم المبنى بعمر افتراضي 100 عام، وبجدار تحصيني تبلغ سماكته 573 متراً يضم 270 ركيزة بعمق 50 متراً.
 يعتبر مبنى البنك المركزي العراقي أعلى مبنى قيد الإنشاء في العراق، ويتكون من مكاتب وقاعات للمؤتمرات وخزائن للعملة والذهب ومتحف ومسرح للاحتفالات ويحيط به مساحات خارجية خضراء.
صمم المبنى المعمارية زها حديد  بطلب من البنك المركزي عام 2010، ووقع عقد البناء مع شركة Daax Construction  الأذربيجانية بقيمة 772 مليون دولار.. لم يبدأ البناء في المشروع إلا في أواخر عام 2018 ومن المقرر الانتهاء منه في 2025. أصبح برج البناية الجديدة للبنك المركزي العراقي، أعلى مبنى في العاصمة بغداد رسمياً حتى قبل إكمال هيكله الإسمنتي، تخطى البرج الـ 120 متراً (من أصل 172 متراً) ليتجاوز ارتفاع برج مول بغداد {الحارثية} والبالغ 114 متراً. ووصل العمل في بناية البنك المركزي العراقي بمعدل تقدم يبلغ 3 طوابق في الشهر. ومن المقرر ان يكتمل الهيكل الخرساني بشكل رسمي قبل نهاية العام الحالي.
تعاقد البنك المركزي العراقي مع زها حديد في نهاية ٣١ كانون الثاني عام 2012 لتصميم بناء البنك المركزي العراقي الجديد بمبلغ ٥٠ مليون دولار وبحضور ممثلي السفارة العراقية في لندن. تم توقيع العقد في بناية متحف ألبرت وفيكتوريا بلندن ، ووقع عليه الدكتور سنان الشبيبي والمعمارية زها حديد.
وبدأ تشييد البناء على ضفاف دجلة بعد أن أكمل مكتب زها حديد دراسة متطلبات المشروع، حيث يُمثل رمزًا لدور البنك في التنمية الاقتصادية بالعراق وانعكاساً للعزم على إعادة إعمار البلاد، وأعربت زها عن تأثرها الشديد جراء الأمر، عندما طُلب منها إعداد التصميم الجديد للبنك المركزي العراقي، وأضافت أنها وُلدت في العراق، ولا زالت تشعر بالقرب من موطنها، وأنه يشرفها أن يكون العمل في العراق على تصميم مبنى ذو أهمية وطنية بهذا المستوى.

من جانب آخر كشف النقاب بأن مجلس النواب العراقي قد وقع عقداً مع شركة زها حديد عام ٢٠١٤ لتصميم مشروع مبنى البرلمان العراقي الجديد. وقامت زها حديد بتخفيض مبلغ التصاميم من ٧٩ إلى ٥٠ مليون دولار مساهمة منها في إنشاء المشروع.
 
أنا وسنان الشبيبي والبنك المركزي
في عام ٢٠١٠ اتصل بي الدكتور سنان الشبيبي محفظ البنك المركزي يطلب مقابلتي في ديوان المحافظة. حددت له موعداً واستقبلته ، فجاء ومعه خرائط وتصاميم للبنك المركزي العراقي الجديد المزمع إنشاؤه ، وهو من تصميم المعمارية زها حديد. وهو أول عمل لها في العراق ويُعد التصميم تحفة معمارية رائعة. رحبت بالشبيبي ، وطلبت منه دعوة زها حديد لزيارة بعد طول فراق دام نصف قرن في بريطانيا. فأجاب: لا أعتقد أنها راغبة بزيارة العراق.
وحدثني الشبيبي عن طبيعة المشروع وما هي الرموز الذي يكتنفها فقل : إن المبنى يمثل حزمة أوراق نقدية ، بعضها أوراقها منفردة فسمحت لوجود الشبابيك المخفية خلفها. ولو نظرت للمبنى من الأعلى لشاهدت الحزم النقدية تلتف مع بعضها.
دخل الشبيبي في الموضوع الذي جاء من أجله وهو استلام أرض المشروع الذي سيقام عليه مبنى البنك المركزي وتقع في الجادرية. وكانت الأرض تقيم عليها محافظة بغداد مخازنها وآلياتها الجديدة ، فقال: لقد تم تخصيص الأرض للبنك المركزي بقرار من الأمانة العامة لمجلس الوزراء ، وكان الدكتور علي محسن إسماعيل العلاق يشغل منصب الأمين العام (ويشغل حاليا محافظ البنك المركزي).
اتفقت مع سنان الشبيبي على بناء مخازن جديدة في أراض أخرى تعود للمحافظة . وبالفعل استغرقت عملية بناء مسقفات ومخازن في. حي أور قرابة السنتين. وخلال هذه المدة كان الشبيبي يتصل بي لمتابعة بناء المخازن الجديدة وإخلاء أرض المشروع من المشيدات والآليات ، حتى تم ذلك وسلمنا الأرض للبنك المركزي.

جوائز حصلت عليها
نالت زها حديد العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر Pritzker Pize في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة؛ وهي جائزة بدأت عام ١٠٧٩ من قبل جاي بريتزكر وزرجته سيندي الذي يدير سلسلة فنادق هيات ريجنسي. وهي أكبر وأهم جائزة في مجال العمالة في العالم. وتبلغ قيمتها مائة ألف دولار وميدالية برونزية مستوحاة من أعمال المهندس المعماري الامريكي لويس سوليفان (١٨٥٦- ١٩٢٤).
 وحصلت على جائزة ستيرلينج Sterling في عامي ٢٠١٠ و ٢٠١١، وهي جائزة بريطانية للتميز في الهندسة المعمارية تأسست عام ١٩٩٦. نظم وتمنح سنويا من قبل المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين Royal Institute of British Architects (RIBA). يتم تقديم جائزة RIBA  ستيرلينغ إلى المعماري عن بنايته التي ساهمت بشكل فعال في تطور العمارة في العام الماضي. ويجب أن يكون المعماري عضو في (RIBA)، ولكن المبنى يمكن أن يكون في أي مكان في الاتحاد الأوروبي.  يحصل الفائزين بجائزة ستيرلينغ على راتب مقداره عشرين ألف باوند.
وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية من الملكة إليزابيث ، والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012. وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها. واختيرت كأفضل الشخصيات في بريطانيا. وأصبحت حديد عضوًا شرفيًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الأمريكية للمعماريين.
وقد وصفَت بأنها أقوى مُهندسة في العالم، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرًا على الرجال فحسب، فقد حققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث وصولًا بالأحذية، وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا بعالم الهندسة، وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.
في 2014، نالت جائزة متحف لندن للتصميم لتصميمها مركز حيدر علييف في أذربيجان. وفي 2016، فازت بجائزة ريبا، الميدالية الذهبية الملكية للعمارة.
وقامت الجامعة الأمريكية في بيروت بتكريم المعمارية الشهيرة بعد وفاتها، حيث قامت بعمل معرض لأهم أعمالها في الفترة من 9 مايس وحتى 13 مايس 2016 بمعهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، والتي قامت حديد بتصميمه واُفْتُتِحَ عام 2014. وتم عرض صور من حياتها وأسرتها وعائلتها والمجوهرات التي قامت بتصميمها.

من أقوالها :-
- لقد اعتقدت دائما أننى قوية منذ كنت طفلة .
- التعليم والإسكان والمستشفيات هم الأشياء الأكثر أهمية فى المجتمع .
- من المهم جدا السماح للمدن التاريخية  بأن تعيد ابتكار مستقبلها .
- هناك 360 زاوية مختلفة فلماذا نتمسك بواحدة فقط ؟ .
- لا اعتقد أن المعمار يقتصر على المأوى فقط فهو ليس مجرد سياج بسيط بل يجب أن يحمس المرء ويدفعه للتفكير ويهدئ أعصابه .

وفاتها
تُوفيت في 31 آذار عام 2016 عن عُمر ناهز 65 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة، كما أعلن مكتبها في لندن، حيث قال ( بحزن كبير تؤكد شركة زها حديد للهندسة المعمارية أن زها تُوفيت بشكل مفاجىء في ميامي هذا الصباح، وكانت تعاني من التهاب رئوي أصيبت به مطلع الأسبوع وتعرضت لأزمة قلبية أثناء علاجها في المستشفى).
دفنت المرحومة زها حديد في مقبرة بروكوود  Brookwood Cemetery إلى جانب والدها وشقيقها فولاذ . ولم تنجب ذرية لأنها لم تتزوج . كانت زها حديد صاحبة أعلى أجر مهندسة معمارية في العالم لفترة من الزمن، حيث بلغ صافي ثروتها عند وفاتها حوالي 2٥٠ مليون دولار والمتمثلة في ممتلكاتها، واستثماراتها في الأسهم. وتم تقسيم ثروتها بين موظفي مكتبها وأقاربها وحسب وصيتها.
 
وقد نعاها المركزي العراقي حيث قال رئيس البنك في بيان له: (تلقينا ببالغ الأسى نبأ رحيل المعمارية العراقية الكبيرة زها حديد، التي أبدعت في كثير من تصاميمها المعمارية ومن بينها المبنى الجديد للبنك المركزي العرا
أمس, 16:22
عودة