"Today News":
خصوصيات المفردة القرآنية-23
قال الله ﷻ:
﷽
*﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾* ﴿الجمعة/۲﴾
مفهوم البعث والبعثة:
لقد وردت كلمة ◇البعث◇ وصِيَغها في القرآن الكريم ( 67) مرة . والصيغ التي وردت فيها اشتقاقات البعث والانبعاث والبعثة غالبا تخص إحياء الله ﷻ الأموات ، و إخراجهم من قبورهم من أجل الحساب و الجزاء يوم القيامة.
على سبيل المثال؛
قال الله ﷻ:
*( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾*
وهذا المعنى لم يدخل ولم يرد في نطاق محاضرتنا عن البعثة النبوية الشريفة والتي ألقيناها بالأمس في قاعة المركز القرآني الكبير في طهران في مهرجانه الحاشد الذي عقد بهذه المناسبة. وسلطنا الضوء خلالها على عدة نقاط:
????البعثة من المنن الالهية *{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولࣰا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰاتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰالࣲ مُّبِينٍ}* [آل عمران/ 164]
????و القرآن الكريم عندما يتحدث عن النبي *وآلـﷺـه* في [104] سور منه فإن الآيات تتحدث عنه أحياناً بشكل مباشر [باسمه المبارك "محمد" ٤مرات وبشارة الأنبياء به باسمه الآخر "أحمد" مرة واحدة] وبأسلوب غير مباشر بضمير الغائب او المخاطب ،أو بصفته الرسالية.
????والقرآن الكريم عندما يتحدث عن النبي الأكرم *وآلـﷺـه* يسلط الضوء على بعثته ورسالته وشخصيته الفذة وخلقه الذي يصفه بأنه"عظيم" *{ وَ إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}* وكما يتحدث القرآن عن آله و أصحابه و أزواجه وأمّيته و خاتميته وجهوده العظيمة التي بذلها في سبيل إبلاغ رسالته.
????وهناك الكثير من الآيات التي خصصها القرآن لتعريف الأمة بواجبها تجاه النبي *وآلـﷺـه* عرفاناً بحقه في حياته وكيفية الكلام معه بتأدب وسكينة ، وبعد وفاته عبر المودة في القربى من أهل بيته وعترته الطاهرين:
*{قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ}* [الشورى/23]
واعتبار زوجاته أمهات للمؤمنين وتأكيده عليهن بالقول:
*{وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ }*
والتأكيد على طهارة أهل بيته:
*{إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرࣰا}* [الأحزاب/ 33]
????البعثةالنبوية كانت أهم وأبرز محطة في تاريخ صدر الرسالة حيث انطلقت بعدها الدعوة الإسلامية فآمنت بالنبي ص السيدة خديجة (ره) والإمام علي بن أبي طالب [ع] ثم باقي الناس، لتأتي بعدها مرحلة الهجرة الى الحبشة [اثيوبيا] ويثرب [المدينة المنورة ] ولتبدأ مرحلة إقامة الدولة الإسلامية و وقوع الغزوات والسرايا ال82 وشارك النبي *وآلـﷺـه* في 26 معركة كان أبرزها غزوة [بدر،و خيبر،و أحد، و الخندق، وبني قريضة، و المصطلق،وحنين]وغيرها.وهذا درسٌ لنا بأنه لابد من الجهاد والمقاومة والشهادة للدفاع عن كيان الإسلام و المسلمين ومقاومة المعتدين ودفع الظالمين.
*{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}*
لأنه لابد من إعداد القوة لنصرة دين الله ﷻ:
*{ وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم }* [الأنفال 60]
وتهيئة الوسائل القتالية
*{وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}*
يعني : السلاح كالسيوف ، والحراب ، والسنان ، و النصال ، والدروع ، و السهم والسرج واللجام ونحوها ونظائرها المعاصرة من أسلحة برية وجوية وبحرية حديثة ينبغي استعمالها للجهاد والتحرير والمقاومة؛ *{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ}* [الأنفال/60]
????فديننا قام بسعي وجهد كبيرين من النبي محمد *وآلـﷺـه* الذي قال: *[ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب].*
[شجرة طوبى/الحائري/ج2/ص 233]
د.رعد هادي جبارة
الأمين العام
للمجمع القرآني الدولي