"Today News": بغداد
خصوصيةالمفردةالقرآنية26
*﷽*
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء/9)
ونحن على أعتاب شهر رمضان الذي يتسابق فيه البعض على نشر ختمات قرآنية وتوزيع ارقام الاجزاءالثلاثين على أعضاء منتديات الواتساب وغيره من التطبيقات؛نريد التأكيد على مفهوم مهم وهو أن القرآن لا توجد به آية تقول:
"×أفلا يختمون القرآن"×*
بل القرآن فيه عدة آيات تؤكد:
*" أفلا يتدبّرون القرآن ام على قلوب أقفالها"*
*" أفلا يعقلون "*
*" أفلا تتفكرون ".*
لستُ ضد فكرة أنّك تختم القرآن مرة و اثنين وعشرة في شهر رمضان أو فى غيره ....في منتدى واتساب او تلغرام او غيرهما.
بل ضد أنّك تتعامل مع القرآن على أنه مجرد نص يهمّك أن تسرع في تلاوته لتقرأه كله ولكي تختمه وكأنه رواية او قصة، وكأنك تتسابق مع أحدهم فى القراءة .
من اللازم وأنت تقرأه أن تفهم وتتأمّل وتتمعّن وتحسّ وتتقرّب إلى الله بكل حرف ثم تطبّق ما قرأت.
ليس مهماً أن تبلغ نهايةالمصحف وكأنك تركض أثناءالقراءة لتصل إلى كلمة (وَلْيَتَلَطَّفْ) الواقعة في وسط المصحف ومنها تنطلق لتصل إلى كلمة (وَاْلنّآْسِ) وهي الكلمة الاخيرة في المصحف.
ليس مهماًعدد الختمات ولا كثرتها رغم الثواب المترتب عليها قطعا.. ولكن لن ينفعك القرآن لو كنت تتعامل معه معاملة الكتب العادية أو المجلات التى بين يديك.
فالقرآن فَهْمٌ وتدبّرٌ وعملٌ ..والمهم أن نسأل أنفسنا: كم انتفعنا بمفاهيم القرآن،وكم تعلّمنا منه ما جهلنا؟
وقد أخبر النبي (وآلـﷺـه) بأنه سيخرج ناس يقرؤون القرآن دون تدبّر، فقال (وآلـﷺـه): سيخرج أقوامٌ من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن(رواه الطبراني) و قال [فيض القدير] في شرح هذا الحديث:[ أي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبّر لمعانيه، ولا تأمّل في أحكامه، بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة].
اللهم ارزقنا حسن تلاوته والعمل به.و اجعلنا ممن يتدبرون القرآن واجعله شفيعاً لنا يوم القيامة..واجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ودستور حياتنا ومنهجنا في الاخلاق وفي علاقتنا مع الاسرة والمجتمع.
د.رعدهادي جبارة
الأمين العام
للمجمع القرآني الدولي