"Today News": بغداد
في صباح الجمعة ٢١ شباط ٢٠٢٥ أطفاً المركز الثقافي البغدادي شمعته الرابعة عشرة ، حيث تم تأسيسه وافتتح في ١٤ شباط ٢٠١١. وبهذه المناسبة عقدت ندوة حضرها الدكتور صلاح عبد الرزاق مؤسس المركز ، وأدارها الباحث التراثي نبيل الحسيناوي ، وبحضور محافظ بغداد السيد عبد المطلب العلوي ، وجمهور من المهتمين ورواد المركز.
تناول الدكتور صلاح عبد الرزاق ظروف تأسيس المركز فقال: كان كثير من منظمات المجتمع المدني (جمعيات واتحادات ) تراجعني وتطلب تخصيص مكان لإقامة نشاطاتها فيها. وكان من الصعب توفير أماكن لجميع هذه المنظمات. وبالصدفة زرت بناية المحاكم القديمة وكان كراج للسيارات، فوجدت فيها مكاناً مناسباً يستوعب النشاطات ، لتوفر قاعات عديدة وكبيرة. ولما سألت عن عادية البناية ، اتضح انها تعود ، وحسب السند العقاري ، للإدارة المحلية (لواء بغداد). فباشرنا بتأهيل القاعات ، ورممنا الأضرار التي لحقت بها ، وزودناها بأثاث وإنارة ومكيفات ومراوح وأجهزة صوت وشاشات عرض.
منذ عام ٢٠١١ استطاع المركز أن يجذب مئات الجمعيات والمنظمات والاتحادات وغيرها ، وصارت تقام فيه مختلف النشاطات الثقافية والتاريخية والأدبية وغيرها. وصارت الوزارات والمنظمات الحكومية تقيم نشاطاتها فيها ، بل وحتى الجامعة العربية ومنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تقيم بعض فعالياتها ومعارضها فيه.
في عام ٢٠١٢ شهد المركز إقامة معارض نوعية تميزت بعرض مقتنيات لأول مرة ، وفعاليات وندوات وذكر بعضها منها:
١-معرض بغداد في العهد العثماني ، حيث تم عرض صور قديمة التقطت قبل عام ١٩١٧ ، وكذل فرمانات ولاة بغداد الصادرة من الباب العالي في إسطنبول.
٢- معرض العائلة المالكة العراقية حيث استضاف الشريف علي بن الحسين ابن خالة الملك فيصل الأول، كما عرضت مقتنيات من الفترة الملكية كالصور والصحون والميداليات والنياشين التي عليها صور الملوك والشعار الملكي. كما استلمنا رسال شكر وتقدير من الأمير بديعة بنت الملك علي ، أشادت فيها بالمعرض ، وأنه أول مرة تكرم العائلة المالكة منذ مصرعها عام ١٩٥٨.
٣- معرض (ثلاثة رؤساء في عشر سنوات ١٩٥٨-١٩٦٨) الذي استضاف عائلة الزعيم عبد الكريم قاسم وعائلة الرئيس عبد الرحمن عارف. وتم عرض مقتنيات تعود لعهود تلك الشخصيات ، وتم تكريمها بدروع بالمناسبة.
٤- معرض أعياد الميلاد للتعريف بالمكون المسيحي. وتم عرض مقتنيات قدمتها الكنائس في بغداد مثل إيقونات السيد المسيح وزمه السيدة العذراء ، وكتب تراتيل وأدعية ، وملابس خاصة بالقداسات. وقد شارك في المعرض قساوسة ورؤساء كنائس.
٥- معرض عاشوراء حيث تم عرض مقتنيات مما يستخدم في طقوس عاشوراء ، من صحون وقدور ومغارف ، وملابس وقامات وزناجيل ، ورايات وصور ولوحات وكتب تتضمن مراثي حسينية نسائية وكتب مقاتل تُقرأ في محرم.
٦- معرض الصابئة المندائيين حيث تم عرض مجموعة كبيرة من الحلي والفضيات وأعمال الحدادة التي اشتهروا بها طوال قرون. كما تم عرض لوحات وصور تمثل الحياة والطقوس المندائية. وقد حضر زعيم الطائفة الشيخ ستار جبار الحلو.
٧- معرض التركمان الذين أحضروا أدواتهم المنزلية والزراعية والملابس والمفروشات التقليدية.
٨- معرض ثورة العشرين حيث تم عرض مقتنيات تعود لعام ١٩٢٠ مثل البنادق والسيوف والخناجر ، والبيارغ والرايات ، إضافة إلى ما كتب عن ثورة العشرين وصحافها ، وصور قديمة تمثل بطولات أبناء العشائر والأسرى الانكليز.
في الختام وجّه الجمهور الأسئلة للمحاضر والاجابة عليها. بعدها تم توزيع كتاب (عامان من الابداع الميداني) الذي تناول نشاطات المركز الثقافي في الفترة ٢٠١١-٢٠١٣ ومعززاً بالصور.