"Today News": بغداد
١-قمة الرياض -الجمعة-كانت قد جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن..الاردن الذي حضر بملكه وولي عهده(الاب والابن)..ربما للتمرين السياسي على هكذا اجتماعات ..وربما لأشياءٍ أُخر..
٢-العنوان العريض لقمة الرياض كان (لقاء اخوي غير رسمي) ..او (لقاء ودي خاص)..ولاندري السبب الحقيقي في ذلك ..ولكن البعض يراه (تملصاً) من المسؤولية التي ترتبها الاجتماعات الرسمية تجاه الدول الاخرى..وربما لرؤية خارج الصناديق..
٣-يصر البعض على ان القمة جاءت (لتهنئة) السعودية على الانتصار السياسي الحقيقي الذي ظفرت به بانعقاد (اجتماع القطبين) الروسي والامريكي في الرياض وخروجهما بتتائج ملموسة ..تنفس العرب بعدها (شهيق الحياة)..
٤-أما بعض خبراء السياسة الواقعية فيرون ان قمة العرب المحدودة في الرياض ..هي لدفن (مشروع التهجير) الذي هدد به ترامب.. وعقدت القمة (مباركة) لهذا الفوز المصري والاردني الذي رفض المشروع ولو بطرق متنوعة..
٥-الرئيس الامريكي ترامب ..(تراجع) عن تنفيذ مشروع التهجير الفلسطيني بعد الرفض المصري والاردني ..وأبدى تعجبه من الرفض ..ليتراجع خطوة كبيرة الى الخلف ويعلن عن تحول المشروع الى (توصية)..غير ملزمة للاخرين..
٦-لقد شاهد العالم غزة في مشهدين(مشهد الابادة)..ومشهد (تبادل الاسرى والرفات)..ليخرج العالم بشهادة صريحة (ان الفلسطينيين هم أهل الارض) لقتالهم وموتهم ودفنهم و(عودتهم) الى الحياة ليتبادلوا الاسرى (بصورة انتصرت على الذكاء الاصطناعي والطبيعي الاسرائيليين )..فأختصرت ( حرب الصورة) الكثير من القصص والحكايات وروايات الحرب والسلم والجمال…
٧-كان ترامب يظن ان (عمر العصافير) التي أطلقها (قصير جداً)..وانها ستختفي عن رادارات المتابعين بسرعة بالغة..ولكن (ابتهال) الفلسطينيين باطالة عمر العصافير وبزقزقة صباحية مبكرة على أشجار الحدائق العامة والخاصة جعلت ترامب (يتنرفز) منها.. فخرج بنفسه (يوصي) بالهدوء ..والعودة الى قباب المدن القديمة ..
٨-طوفان الاقصى يراه البعض عبارة عن (فائض قوة فلسطيني)..تواصل معه (فائض قوة لبناني)..وعاضده من بعيد (فائض قوة يماني)..بينما الكيان الصهيوني يرى خواتيم الامور عبارة عن ( فائض هزائم) فلسطينية ولبنانية ويمانية..(وبينهماحاجز لايبغيان)..
وقد تفاعلت الادارة الامريكية مع الاثنين (بلغة الربح والخسارة والبورصة )..على قاعدة(محتارة بزماني) رغم الضخ الترامبي الذي (يصيب ويخيب) وتلك طبيعة الاشياء..
٩-مهما كانت دوافع الاردن ومصر من رفض (مشروع التهجير من غزة)..فالموقف يسجل لهما بحروف من (حماس) وتاريخ من (فتح)..وأوراق من (قدس) تقدسها الاجيال القادمة والقائمة على أصولها ..و(ذلك ما كنا نبغ..)
١٠-(فائض العزاء العراقي) سيشارك به (مائة واربعون ألف عراقي) وصلوا بيروت للمشاركة في تشييع (فائض الشهادة اللبناني) ..وهي أعلى مشاركة من اي بلد آخر.. ربما (لفائض الحب العراقي) لاخوانه العرب ..أو لان (الحزن اختصاص عراقي) يبحثون عنه في كل مكان .. أو لان النعش في ذاكرة العراقي مظلومية خالدة.. تستحق التشييع .. أو لأننا هكذا (لانقترح للاشياء ) صوراً افتراضية.. لعصافيرنا التي غادرت أعشاشها وقبابها الذهبية..وهبطت على أشجار الارز بعد أن سمعت ( نغمة الحزن) من حمائم تنحب لفراق (حسن) الذي كان يطعمها الحنطة عند باب (مرقد الامام علي) بعد نهاية درس الاصول كل صباح.. فهو (يحبها وتحبه)..وللناس في ما يعشقون مذاهبُ..
عباس الجبوري
مجلس النواب العراقي