"Today News": متابعة
أثارت رسالة السلام التي وجهها رئيس حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان، جدلا واسعا في الأوساط الكوردية، حيث تباينت ردود الفعل بين التفاؤل الحذر والمخاوف من تداعياتها.
المبادرة التي دعا فيها إلى حل الحزب وإلقاء السلاح، تحمل في طياتها تحولا استراتيجيا قد يشكل نقطة فارقة في المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
وفي تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، أكد أن المبادرة قد تساهم في تخفيف الضغط التركي على الحكومة العراقية، كما قد تمهد الطريق لتطبيع الأوضاع في سوريا.
ومع ذلك، تبقى تساؤلات عدة حول تأثيرات هذه الدعوة على مستقبل القضية الكوردية في العراق وسوريا، فضلا عن علاقات بغداد وأنقرة.
الكورد، الذين عانوا لعقود من الصراع والمجازر في سعيهم نحو وطن مستقل، يعيشون حاليا في ظل أمان نسبي في إقليم كوردستان العراق والإدارة شبه المستقلة في شمال شرق سوريا، ومع ذلك، فإن تمرد حزب العمال الكوردستاني ضد تركيا ألقي بظلاله على الأوضاع في هاتين المنطقتين.
من جهة أخرى، يعتبر البعض أن تركيا قد تكون المستفيد الأكبر من هذه المبادرة، حيث إن استجابة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني قد تشكل "انتصارا تاريخيا" لأنقرة، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية.
كما يتوقع أن يساهم تنفيذ المبادرة في تخفيف التوتر بين بغداد وأنقرة، خاصة فيما يتعلق بوجود الحزب في شمال العراق.
وفي سوريا، حيث يواجه الكورد تحديات كبيرة مع الجماعات المدعومة من تركيا، قد تساهم عملية السلام في تغيير الوضع الإقليمي لصالحهم.
ويأمل البعض أن تساهم هذه المبادرة في تحويل العلاقة بين حزب العمال الكوردستاني والقوات السورية الديمقراطية إلى حليف يعتمد عليه في تعزيز النفوذ الإقليمي.
تظل تساؤلات كبيرة تدور حول مستقبل التقاسم السياسي في سوريا والعراق، حيث أن أي تحول في علاقة حزب العمال الكوردستاني بتركيا سيؤثر بشكل مباشر على الديناميكيات السياسية في المنطقة.