الرئيسية / غداً نهاية "الإعفاء" الأمريكي لتصدير الغاز الإيراني للعراق .. وبغداد أمام امتحان صعب

غداً نهاية "الإعفاء" الأمريكي لتصدير الغاز الإيراني للعراق .. وبغداد أمام امتحان صعب

"Today News": متابعة 

 اعتبر موقع "ريل كلير انجري" الأمريكي المتخصص بشؤون الطاقة، أن حلول موعد 7 آذار/مارس الجاري، يمثل مناسبة لامتحان فريق إدارة دونالد ترامب فيما إذا كان سيدفع العراق إلى "التحرر من قبضة إيران" بالتخلص من موارد الطاقة الإيرانية، من خلال وقف الإعفاءات الرئاسية الأمريكية التي تسمح لبغداد بالحصول على صادرات من الغاز والكهرباء من الإيرانيين. 

وأوضح التقرير الأمريكي ، أن صلاحية الإعفاء الأخير من العقوبات الذي منحته إدارة جو بايدن لمدة 120 يوماً والذي يسمح بتصدير الغاز والكهرباء الإيرانيين إلى العراق، ينتهي في 7 مارس/آذار 2025.

وأشار التقرير إلى أن إدارة ترامب تحدثت عن نيتها عدم التوقيع على الإعفاءات مجدداً في المذكرة الرئاسية الثانية المتعلقة بالأمن القومي بتاريخ 4 فبراير/شباط الماضي، والتي تعيد تفعيل سياسة الضغوط القصوى ضد إيران. 

واعتبر الموقع في تقريره أن على واشنطن إنهاء الإعفاء، لأن العراق أصبح الآن أكثر قرباً إلى تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، في وقت تقوم إيران بقطع امدادات الطاقة عن العراق بشكل متكرر بسبب النقص داخل إيران، مضيفاً أنه يتحتم على الولايات المتحدة مساعدة العراق للوقوف على قدميه للمرة الاولى في صيف العام 2025.

وبعدما ذكر التقرير بأن العراق حصل طوال أكثر من عقد على الإعفاء الأمريكي بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني (ميزانية الدفاع الأمريكية) في العام 2011، والذي يطال الدول التي خفضت بشكل كبير مشترياتها من النفط الإيراني أو في الحالات التي كانت فيها هناك مصلحة للأمن القومي الأمريكي، أشار إلى أن هذا الإعفاء طال العراق بما في ذلك خلال عهد ولاية ترامب الأولى.

ورأى التقرير أن بامكان العراق القيام بالتحول بعيداً عن الامدادات الإيرانية خلال الصيف المقبل، من خلال الاعتماد على الموارد المحلية مثل زيت الوقود الذي تقوم منظمات عراقية مصنفة أمريكياً كـ"ارهابية" مدعومة من إيران، بعمليات تهريب للنفط إلى الأسواق الدولية.

واعتبر التقرير أن التخلص من شبكة التهديد الإيرانية المتمثلة بحركة حماس وحزب الله، ونظام الأسد، إلى جانب الدفاعات الجوية الإيرانية، يعني أن الفرصة صارت متاحة من أجل تخفيف قبضة إيران على العراق، وإنما بشرط الاحتفاظ بالزخم، مشيراً إلى أن القادة العراقيين ينتظرون حالياً إشارة إلى أن إدارة ترامب لديها سياسة مختلفة وأكثر قوة تجاه العراق من فريق بايدن.

ولفت التقرير إلى أن العديد من القضايا المهمة تتمحور حول تصورات الميليشيات المدعومة من إيران والتي تدير العراق، وهي هل يجب عليهم اطلاق سراح الرهائن الذين يحاول فريق ترامب إطلاق سراحهم؟ وهل يجب عليهم احترام العقود الموقعة مع المستثمرين الأمريكيين في إقليم كوردستان؟، وهل يجب على العراق استيراد الغاز الأمريكي او الغاز الإيراني، وهل يجب على العراق الغاء مذكرة الاعتقال ضد ترامب نفسه لأنه أمر بقتل قادة "الإرهابيين" على الأراضي العراقية؟.

وتابع التقرير أن المذكرة الرئاسية الثانية المتعلقة بالأمن القومي لإدارة ترامب بشكل صريح على أنه "يتحتم على وزير الخارجية تعديل أو إلغاء الإعفاءات من العقوبات، وخصوصا تلك التي تؤمن لإيران أي درجة من العون الاقتصادي أو المالي". 

واضاف التقرير أنه سواء نفذ فريق ترامب هذه السياسة، أو سقط عند العقبة الأولى، فإن ذلك يمثل القضية المطروحة حالياً.

ولهذا، قال التقرير إنه ليس هناك وقت أكثر منطقية من الآن من أجل دفع العراق نحو خط النهاية للاستقلال في مجال الطاقة عن إيران، مضيفا أنه في حال تحول العراق إلى استخدام الوقود السائل لمدة شهور، فإن اعتماده على إيران خلال الصيف المقبل، قد يتراجع إلى ما لا يقل عن 4% (وليس 40%) ذروة توليد الطاقة، مشيراً إلى أن هذا يمكن أن يعزل العراق عن تأثيرات نقص الإمدادات الإيرانية من خلال التحول إلى الموارد الأولية التي لدى العراق.

وخلص التقرير إلى القول إن التهديد برفض الإعفاء، وفي ظل نقص المعروض الإيراني، سيدفع العراق للمرة الأولى إلى أن يتحرك بشكل سريع لاستبدال موارد الطاقة الإيرانية، من خلال تسريع خطط استيراد الكهرباء من المملكة السعودية، والاستعانة بسفن استيراد الغاز الطبيعي المسال إلى الساحل العراقي.

ونبه التقرير الى أنه يجب تشجيع ودعم هذا التوجه بشكل أكبر، وهو ما سيكون في مصلحة العراق مثلما هو لمصلحة الولايات المتحدة القومية، موضحاً أن إنهاء الإعفاءات الرئاسية من العقوبات في 7 مارس/آذار، قد يبدأ في تحرير العراق من قبضة إيران. 

ولفت التقرير إلى إمكانية أن يرافق هذا التوجه تعزيز المواد الإعلامية الموجهة إلى الرأي العام العراقي والتي تظهر مدى عدم موثوقية إمدادات الطاقة الإيرانية وعلو كلفتها، بالإضافة إلى الحاجة الضرورية من أجل الحد من الاعتماد على إيران في نهاية الأمر.


اليوم, 10:54
عودة