إعدام "التوك توك" في العراق.. وأصحابها يواجهون مصيراً مجهولاً
- 13-08-2021, 23:50
- تقاير ومقابلات
- 823 مشاهدة
"Today News": متابعة
التوك توك .. هذه العربة البسيطة التي تنتشر في الدول المعروفة بالاكتظاظ السكاني، مثل الصين والهند، لتسهيل مرورهم بوسط الزحام المروري، اصبحت واحدة من علامات العراق المحبوبة، وايقونة علا بريقها في التظاهرات التي تعرف بتظاهرات تشرين عام 2019 ، بعد ان وقفوا سائقي هذه العربة موقف مشرف رغم فقرهم وحاجتهم، وكانوا من اكثر الاطراف الذين خدموا الثورة مجانا.
وبعد ان باتت هذه العربة مصدر رزق لكثير من العوائل في المناطق الفقيرة، قامت المرور العام في الاونة الاخيرة بحملات ضد سائقيها لاسباب مختلفة.
واصدرت المرور العامة بيانا قبل ايام، قبل ان تقوم بحملتها ضدهم اليوم، حيث امرت بمنع قيادة كافة الدراجات النارية ذات العجلتين وذات الثلاث عجلات (التوك تك والستوتة بأنواعها) المسجلة وغير المسجلة في دوائر المرور على الطرقات السريعة لمخاطرها واستغلالها في العمليات الارهابية والجنائية وان يكون تجوالها داخل حدود المناطق السكنية.
واضاف البيان "تتولى الناحية والقائممقامية في كل محافظة بصدد الدراجات النارية التي اقل من ٤٠ سي سي بتخصيص رقم لها وتنظيمها بقاعدة بيانات الكترونية معتمدة تتضمن (اسم المالك ، عنوان السكن الدقيق، رقم الهاتف) مع فتح اضبارة لكل دراجة نارية تحتوي على الوثائق الثبوتية (الجنسية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن والبطاقة التموينية) او البطاقة الموحدة بالاضافة الى صورة حديثة وتعهد خطي من صاحب الدراجة النارية مصدق من كاتب العدل ويتحمل المسؤولية القانونية عند الاستخدام الشخصي للدراجة النارية على ان تحدث قاعدة البيانات عند البيع او تغيير السكن او في حالة استهلاك الدراجة وبخلافه تقوم القوات الماسكة للأرض بضبطها واحالتها الى مديرية المرور ضمن قاطع المسؤولية .
وتابع "يعاقب المخالف بغرامة مالية مقدارها (١٠٠٠٠٠) مائة الف دينار وفق احكام المادة (٢٥) ثانياً (أ) من قانون المرور رقم (٨) لسنة ٢٠١٩".
ومسألة التضييق على سائقي التوك توك، ليس وليد اليوم، انما كانت من فترة طويلة بعد عام 2019، لكن الحادثة التي فجرها احد سائقي التوك توك في محافظة كربلاء، هزت الرأي العام بقيام احد السائقين باحراق نفسه بالقرب من سيطرة للقوات الامنية في المحافظة.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي من محافظة كربلاء حادثة حرق شاب لنفسه امام انظار الشرطة، والناس حيث كتب احد الاشخاص على موقعه في الفيس بوك قائلاً : “كرار حيدر” صاحب توك تك تم حجز عجلته في شارع العلقمي من قبل الشرطة فطلب كرار من الشرطة أن يرجعون له عربته لأنها مصدر رزقه وهو المعيل لأهله وان والده رجل كبير السن معوق ومبتورة ساقه".
وبعد أن توسل كرار برجال الأمن أن يرجعون له العربة، هددهم باحراق نفسه ، فردوا عليه “له شتسوي بنفسك سوي"، وفعلا قام بحرق نفسه أمام أنظار الشرطة التي رفضت إطفاء جسد كرار المشتعلة حتى تفحم وفارق الحياة".
وهذه الحادثة هي التي استفزت مشاعر العراقيين، وحفزت اصحاب "التوك توك"، الى المطالبة بحقهم، عبر تأسيس اول نقابة رسمية لهم.
وكشف نقيب نقابة "التوك توك"، حسين صادق ، عن مظلومية اصحاب مهنته، ولوح الى وجود تفرقة بالتعامل مع المواطنين من قبل القوات الامنية .
وقال في تصريح صحفي، انه "لو كان اصحاب التوك توك، من اصحاب الاحزاب لما كانوا يعاملوا مثل هكذا معاملة، مشيرا الى حادثة حرق "كرار" لنفسه بسبب حجز مركبته، بانها حادثة هزت مشاعر الناس ودفعتنا الى تأسيس رابطة لاصحاب "التوك توك" في العراق.
واضاف، ان "من المشتغرب ان يقوم كرار بحرق نفسه، امام انظار القوات الامنية، التي لم تساعده لم تحاول منعه من عدم احراق نفسه".
وبعد قرار المرور العامة بوضع ضوابط على اصحاب سائقي هذه العربات، جائت ردات الفعل متفاوتة في منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)، فهناك من يرى بان تواجد التوك توك، في شوارع بغداد ظاهرة غير حضارية ، فيما عد اخرين ان وجودهم مفيد ويرتبط برزق الكثير من الاسر.
وقالت المغردة (Diamod) ردا على استبيان لـ (بغداد اليوم)، انها "ظاهرة غير حضارية وفيها تشويه للشوارع ، فضلا عن ان اغلب سائقي التوك تك هم من الاطفال ، ما يتسببون بحوادث كثرة ".
وجاء رأي المغرد ، حيدر السعدي، مشابها للرأي الذي قبله، حيث قال ، ان "ظاهرة التوك توك "ظاهرة غير حضارية كغيرها من الظواهر السلبية غير المقننة وبدأت تؤدي الى فوضى في الشوارع وحوادث مرورية بسبب سائقيها ".
الا ان المغردة (سالوفة)، كان لها رأي آخر، التي ركزت في حديثها على الجانب الانساني بالموضوع، على اعتبار ان التوك توك الوسيلة الوحيدة لمعيشة عوائل من يتخذها رزقا له، مشيرا الى ان هذا الاجراء من قبل المرور هو معالجة "الغلط بالغلط".
ورغم المبررات التي اطلقتها مديرية المرور العامة عن اسباب التضييق على اصحاب العجلات مثل التوك توك والستوتة والدراجات النارية، ولدواعي امنية، الا ان المسألة لا تخرج من نطاق الانسانية، اذ يجب ان يعرف المسؤولية ان هذه العربات هي مصدر لرزق الكثير من العوائل التي لا تجد لابنائها مصدر رزق غير هذه العربات.
كما عليهم ان يعملوا ان هذه العربات، تساعد الناس في الازمات، فضلا عن قضائها على نسبة حتى لو كانت بسيطة على البطالة.