باتت جبال قراجوغ، تعرف بأنها العاصمة الجديدة لداعش، والملاذ الآمن الذي يستقر فيه عناصر التنظيم، مستغلاً الفراغات الأمنية التي تركها انسحاب البيشمركة من المناطق المتنازع عليها، مما يشكل تهديدا على ثلاث محافظات هي كركوك ونينوى وصلاح الدين.
وجبال قراجوغ هي سلسلة ممتدة بناحية قراج الواقعة بقضاء مخمور، وتربط ثلاث محافظات هي نينوى وأربيل وكركوك، وفيها طرق توصل إلى جنوب مدينة الموصل وتحديدا ناحية القيارة.
وبعد انسحاب البيشمركة من المناطق المتنازع عليها في تشرين الأول عام 2017، سيطر عناصر التنظيم على جزء من مرتفعات جبل قراجوغ، وبالرغم من العمليات العسكرية المتوالية، ما يزال التنظيم يشكل خطرا كبيرا على الوضع الأمني ويمارس عملياته في تلك المنطقة.
منطقة استراتيجية
يقول الخبير في الشأن الأمني هاوكار الجاف، إن "قراجوغ هي منطقة استراتيجية، استفاد منها التنظيم في تكوين حلقة وصل مع عناصره في المناطق الأخرى"، مبينا أن "داعش يستطيع من خلال هذه المنطقة، التواصل مع عناصره في حمرين عبر طرق وعرة من الدبس والحويجة في كركوك، وكذلك التواصل مع الآخرين من عناصره في جزيرة نينوى الصحراوية".
وأشار الجاف إلى أن "المنطقة معقدة جغرافيا"، مضيفا أن "داعش قد تمكن من السيطرة على ثلاث محافظات هي كركوك ونينوى وصلاح الدين، وهذا يشكل خطورة كبيرة على مدينة أربيل، مستغلاً الفراغات الأمنية التي تركها انسحاب البيشمركة من المناطق المتنازع عليها".
مصادر قوة التنظيم
وقال مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في مخمور رشاد كلالي، يرى أن "تنظيم داعش يعد المنطقة عاصمة له في العراق، ومصادر قوته هي طبيعة المنطقة المعقدة جغرافيا والطرق التي تربطه مع باقي مناطق العراق".
وأضاف كلالي أن "تنظيم داعش يتواجد في مربع يمتد من مقابل ناحية القراج وصولاً إلى معمل الإسمنت، وعدد عناصره يقدر بين 400_500 عنصر، يزيد أو ينقص أحياناً"، مشيرا إلى أن "العمليات العسكرية التي جرت سابقاً لم تؤدي أغراضها، لعدم وجود اتفاق سياسي بين بغداد وأربيل".
وأوضح ، أن "الوضع في تلك الجبال يحتاج إلى عملية مشتركة بين جهاز مكافحة الإرهاب والبيشمركة وبإسناد جوي وبري من التحالف الدولي، إلى جانب دراسة للمنطقة جغرافياً، قبل القيام بالعملية، وبعدها تثبيت طيران استطلاع وقوة مشتركة بين بغداد وأربيل، وهو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع في قراجوغ".