• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

التطبيعُ.. الرواية ُالخاطئة (بايدن والانتخابات) !

التطبيعُ.. الرواية ُالخاطئة (بايدن والانتخابات) !

  • 6-06-2024, 14:53
  • مقالات
  • 122 مشاهدة
النائب عباس الجبوري

"Today News": بغداد 
١-التطبيع   مصطلح سياسي يعرّف على انه جعل العلاقات بين دولة وأخرى طبيعية بعد فترة من القطيعة او الحروب او الخلاف او التوترات ..وبرز هذا المصطلح (سياسياً) بعد ان طبّعت مصر العلاقة مع الكيان الصهيوني بتوقيع اتفاق كامب ديفيد عام ١٩٧٩ والذي نص على اقامة علاقات ( طبيعية) بينهما أي مثل العلاقة مع الدول الاخرى

٢-أنواع التطبيع الذي تم بين بعض الدول العربية و (اسرائيل) منذ بضع  سنوات أخذ انماطاً واشكالاً مختلفة تبعاً للنظام السياسي لكل دولة وقربها الجغرافي وكذلك الجمهور (الشعب) وتفاعله مع الموضوع وانواع التيارات السياسية والدينية فيه وكانت كالاتي …
أ-التطبيع بين دول الجوار واسرائيل اي بين مصر والاردن وهو تطبيع (رسمي) لم ينفتح على اي حمولة اجتماعية او ثقافية أو اقتصادية ملموسة .

ب- التطبيع بعد (الربيع العربي)وحملة (الثقافة الابراهيمية) مع البحرين والامارات وبتسويق الرئيس الامريكي ترامب  فكان (اختراقاً) سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً لدول الخليج المجاورة لإيران (المتأملة) أنذاك بحذر شديد وغصة مؤلمة

ج-التطبيع  مع قطر  من نوع (خاص ) في موازنة دقيقة بين بيوت مسؤولي حماس ومقر القنصلية الاسرائيلية في الدوحة  وهو تطبيع من النوع (الغاطس) الذي لايرى بالعين المجردة

٣-التطبيع الكبير او (النهائي )الذي تتمناه اسرائيل وتسعى له امريكا هو التطبيع مع السعودية  ويسمى من قبل بعض المحللين الاميركان ب(الجائزة الكبرى)التي ستحصل عليها اسرائيل لترفع كل الموانع من طريق التطبيع والذي تنتظره دول كبيرة مثل ماليزيا واندونيسيا والتي ترى اميركا له الوقت المناسب وهو الان فراحت تنسجه بحرفية نسّاج ماهر وبخيوط حرير تستهوي الملوك .

٤- التطبيع مع السعودية يختلف عن أي تطبيع آخر وذلك للاسباب التالية:

أ- مكانة السعودية الدينية والسياسية والاقتصادية في العالم الاسلامي والدولي وما تحمله من ترميز عالي
للمسلمين في كل العالم ثقافة واقتداء

ب- زعامة الملك سلمان والذي كان يرفض ان يتم التطبيع في عهده لاسباب  تتعلق بثقافته الدينية والتاريخية ..ولهذا ستقدم الولايات المتحدة عرضاً (سخياً) من اجل هكذا مهمة .

ج-المجتمع السعودي المتدين والذي نشأ معظمه وتعلم على ايادي كادر فلسطيني كان يدرس في معظم المدارس السعودية منذ الخمسينات وقد ترك أثره العميق في الجمهور السعودي وصبغ ثقافته بالصبغة الفلسطينية التي تناصب العداء لإسرائيل

د-الثمن المقابل الذي ستطلبه السعودية مقابل هكذا تطبيع عابر لكثير من الحدود والاشياء  وهو ثمن ستدفعه واشنطن المتعجلة في توقيع الاتفاق الثلاثي بين (السعودية واميركا واسرائيل)

هـ-بعد انفتاح السعودية على الصين في(المنتدى العربي الصيني) وبعد توقيع اتفاقية الصلح مع ايران بوساطة صينية وانضمام السعودية الى معاهدة بريكس وغيرها من المعاهدات تحسست اميركا القلق من ابتعاد السعودية عن مدارها القديم وزاد من رغبتها في العمل على رعاية الاتفاق بين السعودية واسرائيل

٥- مالذي تطلبه السعودية من واشنطن لكي تسير بالتطبيع معها ..يرى الكثيرون ان ماتريده السعودية بعد ان تجاوزت الولايات المتحدة في ملفات الصين وروسيا وايران هو:
أ-اطلاق سراح صفقات الاسلحة التي أبرمتها السعودية سابقا وأوقفها بايدن بسبب وعود انتخابية اطلقها سابقا

ب- اقامة(برنامج نووي )
علمي-سلمي  يظاهي البرنامج الايراني او يتفوق عليه في مجالات الطاقة والطب والصناعات المختلفة

ج-معاهدة دفاع مشترك بين السعودية والولايات المتحدة
د-ايقاف اطلاق النار في غزة وترتيب (حل) هناك
يسمح للفلسطينيين بالعودة الى منازلهم ورفع الحصار عنهم


٦-جاك سوليڤان (اليهودي الامريكي)مستشار الامن القومي الاميركي ..الذي يرعى اتفاق التطبيع يتحدث عن (فرصة تاريخية)لاسرائيل للتوقيع على اتفاق التطبيع مع السعودية وان امام اسرائيل خياران (الانتصار أو التوحّل في غزة) والانتصار في كلام سوليفان هو الاتفاق مع السعودية (الحلم) والذي يراه (في متناول اليد) لولا أنانية نتن ياهو الصفراء

٧- الرأي السعودي الناشط والقوي والحاكم يدرك ان الولايات المتحدة في حاجة الى التطبيع الان وهي مستعجلة في ذلك ولكن السعودية تحسب حساباتها الخاصة بها من موقع يمتلك الكثير من الخيارات ..وسبق ان رفضت السعودية المشاركة في حملة (حارس الازدهار) في البحر الاحمر رغم الحاح بريطانيا وامريكا عليها للمشاركة فيها ..وماتزال السعودية تشك بالتزام اسرائيل باتفاقياتها وهذا يمثل التحدي الاكبر لها أمام شعوب وحركات وقوى وأقلام وتاريخ..

٨-ترى الولايات المتحدة ان (التعاون الاقليمي)بين الدول العربية واسرائيل قد أثبت أهميته ومصداقيته وحيويته في ليلة (الاعتراض والتصدي) للصواريخ والمسّيرات الايرانية وعليه ترى واشنطن ضرورة البناء على هذا الاساس في معادلة استراتيجية تقدم (العالمية على المحلية) في صناعة الحلول على رغم مزاج نتن ياهو الغارق في محلية (تاجر مفرد يهودي)في دكان صغير

٩-بايدن يحث ويدعو اسرائيل الى المضي بتوقيع اتفاق (الحلم)مع السعودية والذي يرى فيه  طوق نجاة له وانجازاً كبيراً ورقماً صعباً يضاف له في حملته الانتخابية التي لم تحسم توقعاتها لصالحه بعد ..وهنا التقطت اسرائيل الاشارة فراحت تطالب بالكثير من الممنوع في سياسة ابتزاز يجيدها اليهود على مر العصور

١٠- حماس ومحورها ترى في عملية (طوفان الاقصى)محاولة أوقفت التطبيع مع الكيان الصهيوني ..بينما ترى اسرائيل انه لابد من (منع) طوفان الاقصى ان يعيد القضية الفلسطينية للاعتبار والحياة ولابد من دفنها تحت انفاق غزة العميقة ليموت معها حلم الاجيال بالعودة الى دولة فلسطين ..وهكذا تتصارع المحاور على المستقبل في ساحة الحاضر الاليم ..الذي راح يحطم كل شي في طريقه من(طابوق وجماجم) لكي لايبقى للاحلام  سرير تنام عليه ..أو عصافير تسافر لها كل صباح (يا قدسُ يا عروسة المدائن) من شجرة جوز في بيت أم حسن التي نامت في نعاسٍ جميل بعد أوصت أولادها خيراً بجيران العمر الطيبين ..

النائب عباس الجبوري
عضو لجنة العلاقات الخارجية

أخر الأخبار