حزب الدعوة الإسلامية يستذكر شهداء "قبضة الهدى" .. هم شهداء الوطن وعزته والشعب وحريته
- 5-12-2024, 19:19
- العراق
- 84 مشاهدة
"Today News": بغداد
أكد حزب الدعوة الإسلامية،اليوم الخميس، ان شهداء "قبضة الهدى" هم شهداء الوطن وعزته والشعب وحريته وليسوا شهداء الحزب فحسب .
وقال الحزب في بيان له جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ الأنفال: 4
نقف اليوم بخشوع وإجلال في محراب الشهادة والبطولة، ونحن نستذكر شهادة قبضة الهدى. ففي مثل هذا اليوم من عام 1974، ارتكب نظام البعث الدموي جريمته الثانية بحق حزب الدعوة الإسلامية، بعد جريمته الأولى التي تمثّلت في تصفية القائد الدعوي الكبير الشهيد عبد الصاحب دخيل - أبو عصام (رضوان الله تعالى عليه) في حوض التيزاب داخل قصر النهاية. ثم أعقب ذلك بجريمته الثانية، المتمثلة بإعدام خمسة من قادة الحزب، وهم: الشهيد الشيخ عارف البصري، والشهيد السيد عز الدين القبنجي، والشهيد السيد عماد الدين التبريزي، والشهيد حسين جلوخان، والشهيد نوري طعمة (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) بالإضافة إلى زجّ معظم كوادر الحزب في أقبية زنازينه الرهيبة في سجني الفضيلية وأبو غريب.
هؤلاء الشهداء كانوا رواد التغيير الإسلامي والوعي، وطليعة الأمة، وقادة التنظيم على مستوى العراق. كانوا أبناء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف ومن وكلائها، والأوفياء لخطها. وعليه، فهم شهداء هذا الوطن وعزته، وشهداء الشعب وحريته، وليسوا شهداء الحزب فحسب.
لقد أطلق الشهداء الخمسة صرخة رفض الشعب العراقي الأبيّ في وجه البعث وسلطته الغاشمة. فقد شخصوا مبكرا نهجه الدموي، وحذروا الأمة من إجرامه واستبداده. وأكدوا من خلال تصديهم الشجاع ومواقفهم البطولية، ومن خلال رفضهم القاطع للمساومة معه رغم الإغراءات والوعود بإطلاق سراحهم مقابل تقديم تنازلات، أنهم يمثلون ضمير الأمة وقيادتها الحقيقية التي تناهض البعث المجرم وترفض الخضوع له مهما تمادى في طغيانه.
إن حزب الدعوة الإسلامية، بدماء شهدائه الأبرار، قد واجه البعثيين وطغيانهم في أوج قوتهم، وفتح طريق مقاومتهم بلا هوادة، وأسس نهجا جهاديا لمواجهتهم. وكان السباق في التحذير من خطورة سياساتهم على العراق والمنطقة.
إن التغيير الذي حدث في العراق، وما نتمتع به اليوم من حرية واسعة، وإرساء معادلة منصفة لنظام الحكم في البلاد، جاء بفعل تضحيات جسيمة لشعبنا الغيور. ومن هنا، تقع على عاتق المضحين من مختلف مكونات الشعب مسؤولية حماية تجربتهم السياسية التي وُلدت من رحم معاناتهم وآلامهم وتضحياتهم الغالية. إن التفريط بهذه التجربة السياسية هو خيانة عظمى لدماء الشهداء الطاهرة.
لذلك، يجب على أصحاب تلك التضحيات أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة التحديات الخطيرة التي تجتاح المنطقة، وتداعياتها على العراق. كما ينبغي التعاطي مع الأحداث الإقليمية والدولية الهوجاء بحكمة. فالعراق اليوم في عين العاصفة، وعلى القوى السياسية المختلفة، عبر قيادة سياسية جديرة، أن ترتقي إلى مستوى التحديات للحفاظ على المكتسبات التي تحققت لهذا البلد وشعبه.
الرحمة والرضوان للشهداء الخمسة، الشيخ عارف وصحبه الأبرار.
والسلام على شهداء العراق كافة.
حزب الدعوة الإسلامية
المكتب السياسي
٥ كانون الأول ٢٠٢٤
٣ جمادى الآخرة ١٤٤٦